الشيماء أحمد عبد اللاه
في لحظة صمت ثقيلة، بينما يتصارع القلب مع الألم وتغرق الروح في ظلال الخوف، ينبعث سؤال واحد: هل سأتخطى؟ سؤال ينشأ كصرخة داخلية تبحث عن نور، أو كأنين مكتوم يسعى لملاذ.
نطرحه عندما تتكالب الأقدار وتتراكم الخيبات، حين تبدو السماء بعيدة والأرض ضيقة، ويصبح الوقت وكأنه لا يمضي.
الحياة ليست ساحة مثالية تخلو من الجراح، بل هي مختبر للقوة والصبر، كل تحدٍ فيها يختبر قدرتنا على النهوض، على التمسك بذاتنا وسط ركام الانكسارات.
نحن نعتقد أحيانًا أننا ضعفاء، عاجزون عن مواجهة ما يرمينا به الزمن، لكن في داخلنا دائمًا شيء لا يُهزم، إنه ذاك الصوت الخفي الذي يهمس لنا: “لست وحدك… ما زال هناك أمل”.
أن تتخطى لا يعني أن تنسى الألم، بل أن تُعيد تشكيله ليصبح درسًا.
أن تتخطى هو أن تجد المعنى وسط الفوضى، أن تتشبث بنور صغير في نفق طويل، قد يبدو الأمر مستحيلًا.
لكنه يبدأ بخطوة صغيرة: قرار ألا تستسلم أن تُقنع نفسك أن الغد يحمل شيئًا أجمل، وأن هذه العاصفة، مهما كانت عنيفة، ستمر كما مرت سابقاتها.
في نهاية كل معركة نخوضها مع الحياة، نكتشف شيئًا مذهلًا: نحن أقوى مما نظن، تلك الأزمات التي كادت تُسقطنا هي ذاتها التي صقلت أرواحنا، جعلتنا أكثر وعيًا وأكثر إنسانية.
لذا، عندما يراودك السؤال مجددًا: “هل سأتخطى؟”، تذكر أن الإجابة ليست في المستقبل، بل في داخلك الآن.
نعم ستتخطى؛ لأنك خُلقت لتقاوم، ولأن النجاة هي أبسط حقوقك.