ابداعات

أكتبُ إليكَ ..

بقلم: شيماء حسانين 

 

لقد كان الأمس مرهقًا لروحي، عدتُ إليّ ولكنني لا زلتُ تائهًا، أجدني في واحة وأغادرني في أخرى.

 

 أشعر أنني غريقٌ في بحرٍ لُجي يغشاني موجٌ من فوقه موجٌ ، كأن السماء قد أصابها وابل من النيران، أصبحتُ لا أرى ضوء القمر، الحياة أنهكتني، وسلبتني روحي دون أن أشعر.

 

 أخبرني كيف يعيش المرء بداخل هذا الكون دون أن يتألم؟!

كيف يمضي وهو خاوي الوفاض، لا شيء في جُعبته سوى ألمه وأحزانه؟!

هل تستطيع أن تدلني؟!

أخبرني أي الدروب يجب أن أسلكها؟!

 

أنا أتألمُ فقط، تنزوي روحي بداخلي في مكانٍ مظلمٍ وسحيق، أبحث عنها ولكنني خائف مترقب، أخشى أن أهلك وأنا هنا.

 

أخشى أن تزول ملامحي، وأفقد أثري، أتخبطُ كثيرًا هنا وهناك، لعلي أرى الضوء من جديد، ولكن لا، لم يعد إلى الآن، كيف سأنجو مني؟!

هل يقتل المرء نفسه حقًا أم الحياة تفعل؟!

 

أخرجني من حيرتي، واعفُ عن جهلي، لطالما شكوتُ إليكَ سوء الرفيق، وطول الطريق، وبُعد الحياة، لطالما أتيتُكَ خائفًا، لعلي اطمئن بين حروفٍ أنا فقط من يقرأُها، لا أعلم إلى متى سأظلُ أبحثُ عنك؟!

 

وهل أنتَ هنا حقًا أم مجرد وهمٌ صنعه عقلي المريضُ بكَ؟!

 

أخبرني أنتَ من أنا؟!

ما هو زادي في رحلتي تلك غيرُكَ أنتَ؟!

 

هل ليّ مُرشدٌ غير عبقكَ الذي يجوب الكون من حولي.

 

الحياة أضحت كالجبال الثقال على صدري، كلما أردتُ أن أنزعها من عليه، تتثاقل أكثر فأكثر، ماذا أفعل؟!

 

أخبرني هل يمكنني أن أكون أنا في نهاية المطاف، هل لكَ أن تعود؟!

ولكن تعود من أين؟!

 

أنتَ مجرد شخصٌ في مخيلتي، لا مكان لكَ في واقعي الذي يُشبه الجحيم، ولكنني أستمتع حقًا حين آتي مسرعة لأكتبُ إليكَ، لأشاركك خوفي وآلامي، وأكون فقط بقربك أنتَ، لا أدري ماذا يحدث لي؟! 

 

ولكنني أصبحتُ تائهًا أكثر مما كُنت سابقًا، أصابني وهن الأيام، ومزقت قلبي السنين والأحلام، فقط دُلني.

 

أرجو أن أراكَ يومًا ما، أن تُقر عينيَّ بكَ، أن يعود النور إلى حياتي من جديد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!