كتبت: سلمى سعد
تحل اليوم الذكرى السنوية لرحيل أيقونة السينما المصرية نادية لطفي، الشقراء الساحرة التي لم تكتفِ بجمالها، بل صنعت مجدها الفني بموهبة استثنائية وأدوار خلدتها في ذاكرة الجمهور. منذ رحيلها في 4 فبراير 2020، لا تزال بصمتها مضيئة في تاريخ السينما، حيث قدمت شخصيات معقدة ومؤثرة، مستمدة من أروع الأعمال الأدبية والمجتمعية. واليوم، نعيد استكشاف رحلتها التي امتدت لعقود من الإبداع والتفرد.
وُلدت نادية لطفي، أو “بولا” كما كان اسمها الحقيقي، في 3 يناير 1937، بحي عابدين، حيث حملت منذ طفولتها روح التمرد على الأدوار النمطية للمرأة. انطلقت إلى عالم التمثيل من مسرح المدرسة وهي في العاشرة، وتخرجت في المدرسة الألمانية عام 1955. كان المنتج رمسيس نجيب هو مفتاح عبورها إلى السينما، وأطلق عليها اسم “نادية” ليبدأ معها مشوار التألق.
رسمت نادية لطفي لنفسها خطًا فنيًا خاصًا، تميز عن نجمات جيلها، خاصة في تجسيد شخصيات أدبية بعمق وإبداع، مثل “السمان والخريف” و”بين القصرين” لنجيب محفوظ، و”حتى لا تطفئ الشمس”، و”النظارة السوداء”، و”أبي فوق الشجرة” لإحسان عبد القدوس.
لكنها لم تكن مجرد وجه جميل، بل تمردت على أدوار الفتاة الرومانسية، وأبرزت براعتها في الأداء عبر لغة الجسد ونظراتها الحادة، إلى جانب نبرة صوتها المميزة ذات “البحة” الجذابة. ومن أبرز محطاتها السينمائية كان دورها في “الناصر صلاح الدين”، حيث جسدت شخصية المقاتلة الصليبية “لويزا”، مقدمة أداءً متوازنًا جمع بين القوة والعاطفة.
على مدار مسيرتها، لم تتوقف نادية لطفي عن تطوير نفسها، رافضة الوقوع في فخ الأدوار السطحية، على عكس العديد من نجمات جيلها. كما تألقت بجانب كبار النجوم، حيث كانت تتفاعل كيميائيًا مع أي ممثل، ما جعلها عنصرًا أساسيًا في نجاح العديد من الأفلام.
من أبرز أعمالها: “السبع بنات”، “أحلام”، “لا تطفئ الشمس”، “الخطايا”، “قاضي الغرام”، “مذكرات تلميذة”، “الناصر صلاح الدين”، “النظارة السوداء”، “القاهرة في الليل”، و”الباحثة عن الحب”، تاركة خلفها إرثًا سينمائيًا خالدًا سيظل مصدر إلهام للأجيال القادم
ورغم غيابها عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، إلا أن نادية لطفي ظلت صوتًا حاضرًا، تعبر عن آرائها السياسية وتدعم الشباب. وبرحيلها في 4 فبراير 2020، فقدت السينما المصرية نجمة لن تتكرر.