مقالات

التحول المفاجئ في العلاقات الأمريكية الروسية : سياسة جديدة أم تكتيك مرحلي؟

✍️ يوحنا عزمي

في ظل التوترات التي كانت تميز العلاقات الأمريكية الروسية لسنوات طويلة، لا سيما بعد الحرب الباردة، جاء التقارب غير المتوقع بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين ليحدث تحولًا مفاجئًا في مسار السياسة الدولية. هذا التقارب ، الذي بلغ ذروته في محادثات هاتفية طويلة بين الرئيسين ، دفع بوتين إلى التصريح بأن العالم سيكون أكثر أمانًا وسلامًا تحت قيادتهما المشتركة. وهذه التصريحات، رغم كونها جريئة، تطرح تساؤلات عديدة حول مغزى هذا التغيير السريع في سياسات الدولتين العظمتين.

التقارب بين الولايات المتحدة وروسيا يفتح الباب أمام مرحلة جديدة.من الصفقات المشتركة والتنازلات المتبادلة بين واشنطن وموسكو. هذه التحولات قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في موازين القوى العالمية، وقد تكون على حساب دول أخرى تتضرر من هذا التحول.

على الرغم من أن الجدل حول من سيستفيد أكثر من هذه العلاقات الجديدة قد يظل قائمًا ، إلا أن الصفقات المستقبلية على ما يبدو ستقوم على مبدأ “رابح / رابح” وليس كما كان في الماضي تحت إدارة جو بايدن، حيث كانت الغلبة دائما للقوى الأمريكية.

من المثير للدهشة أن صورة بوتين قد تغيرت بشكل ملحوظ، خاصة في ظل إدارة ترامب. بوتين ، الذي كان يُنظر إليه في الماضي على أنه “مجرم حرب” وفقًا لتصريحات الرئيس بايدن ، أصبح اليوم يُنظر إليه في ظل إدارة ترامب على أنه “داعية للسلام العالمي”. وهذا التحول السريع في النظرة إلى بوتين يثير تساؤلات حول مدى صدق هذه التحولات الدراماتيكية في السياسة الأمريكية.

هذا التغيير الكبير في العلاقات بين روسيا وأمريكا يعكس الطبيعة المتقلبة للعلاقات الدولية، حيث لا توجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، بل مصالح دائمة تتشكل وفقًا للظروف والمتغيرات. وهذا هو الدرس الذي يمكن استخلاصه من الأحداث الحالية ، حيث إن تحولًا كان يُعتبر مستحيلًا قبل فترة قصيرة أصبح واقعًا ملموسًا.

ولكن، يبقى السؤال الأكبر : لماذا حدث هذا التحول بهذه السرعة؟
هل هو نتيجة لمتغيرات إستراتيجية في السياسة الدولية ، أم أن هناك أجندات مخفية وراء هذه التحولات العميقة ؟

هذا السؤال يفتح أمامنا الكثير من التفسيرات والتكهنات ، ويستحق متابعة عن كثب في الأيام المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!