✍️ يوحنا عزمي
في تطور نوعي وخطير ، شنت أوكرانيا اليوم الأحد 1 يونيو 2025، هجومًا جويًا واسعًا باستخدام 117 طائرة مسيرة على أربع قواعد جوية روسية ، منها واحدة على بُعد أكثر من 4000 كيلومتر داخل العمق الروسي. الضربة التي وصفها مراقبون بأنها “بيرل هاربر الجديدة”، كبدت روسيا خسائر فادحة ، حيث دُمرت أكثر من 40 طائرة ، بينها قاذفات إستراتيجية نووية من طراز Tu-95 وTu-22. السؤال الآن : كيف سترد موسكو؟
1. انتقام بالنار : هجوم جوي وصاروخي ساحق
التقديرات تشير إلى أن الرد الروسي الأول سيكون عبر سلسلة ضربات جوية وصاروخية موسعة تستهدف عمق الأراضي الأوكرانية ، خاصة قواعد الإطلاق التي يُعتقد أنها استخدمت في تنفيذ العملية. من المتوقع أن تشمل الأهداف :
مراكز القيادة في كييف وخاركيف ودنيبرو.
مواقع لتخزين الطائرات المسيرة.
منشآت الاتصالات العسكرية.
مصدر استخباراتي أوروبي قال لـ”دير شبيغل” إن الروس قد يستخدمون قاذفات Tu-160 لإرسال رسالة “ردع استراتيجي” توحي بإمكانية الانزلاق إلى صراع أوسع.
2. حصار رقمي : هجمات إلكترونية مدمرة
الكرملين يدرك أن ساحة الحرب الحديثة لا تُخاض بالصواريخ فقط. في ضوء الضربة الأوكرانية ، يُتوقع أن تشن موسكو هجمات إلكترونية منسقة ضد :
شبكة الكهرباء في كييف وأوديسا.
البنية التحتية للمياه والمواصلات.
أنظمة الاتصالات العسكرية الغربية المستخدمة من قبل أوكرانيا.
وتؤكد تقارير استخباراتية غربية أن مجموعة “ساندوورم” التابعة للاستخبارات العسكرية الروسية (GRU) تم تفعيلها منذ ساعات الصباح الأولى ، ما يُنذر بحرب إلكترونية شاملة.
3. اللعب على حافة الهاوية : تحذير نووي ناعم
الهجوم الأوكراني طاول قاذفات نووية ، وهذا خرق لخط أحمر روسي صريح. من المرجح أن تصدر موسكو خلال الساعات القادمة تصريحات على لسان بوتين أو شويغو تحذر من أن استهداف “القدرات الاستراتيجية” سيقابل برد “غير تقليدي”.
وربما تنفذ روسيا تجربة نووية “استعراضية” في القطب الشمالي أو ترسل غواصات نووية إلى الأطلسي في استعراض رمزي ، لإيصال رسالة مفادها : “لسنا مقيدين”.
4. تعبئة جزئية جديدة .. وزحف بري محتمل
الرد قد يتضمن أيضًا تحريك قوات برية جديدة في جبهات الجنوب الشرقي ، مثل زابوروجيا ودونيتسك ، مستفيدة من الانشغال الأوكراني في جبهات أخرى. وقد يرافق ذلك إعلان تعبئة جزئية جديدة تُركز على الاحتياطيين من الفئة العمرية 18–35 ، مع تسهيلات للتجنيد في المناطق الروسية النائية.
5. الرد غير المباشر : استهداف داعمي أوكرانيا
هناك تسريبات استخباراتية تتحدث عن احتمال استخدام روسيا لميليشيات إلكترونية أو جماعات وسيطة في استهداف مصالح غربية. الهجوم قد يشمل :
ضربات إلكترونية على شبكات نقل أوروبية.
تعطيل أنظمة الملاحة GPS في بحر البلطيق.
تشويش على الاتصالات في قواعد الناتو المتاخمة لحدود روسيا.
هل تُطلق روسيا صواريخها العابرة للقارات؟ الخط الأحمر الأخير ؟
مع تصاعد التوتر عقب الضربة الأوكرانية الجريئة ، يطرح البعض تساؤلًا مرعباً : هل يمكن أن تستخدم روسيا صواريخها الباليستية العابرة للقارات (ICBMs) للرد؟
من الناحية التقنية ، تمتلك موسكو ترسانة ضخمة من الصواريخ القادرة على الوصول لأي نقطة في العالم ، مثل:
صاروخ “Sarmat” (الشيطان 2) – الأسرع والأكثر تدميراً في العالم.
صاروخ “Topol-M” – عابر للقارات بدقة عالية.
صاروخ “Yars” – مزود برؤوس متعددة قادرة على المناورة.
لكن واقع السياسة النووية يقول شيئًا آخر. استخدام هذه الأسلحة يعني عمليًا إعلان حرب نووية عالمية ، وهو السيناريو الذي تسعى موسكو وواشنطن على حد سواء لتجنبه بأي ثمن ، حتى في أقسى لحظات الصراع.
في أحسن الأحوال ، قد تلجأ روسيا إلى :
نقل الصواريخ إلى وضعية الجاهزية القصوى.
إجراء تجربة صاروخية في المحيط المتجمد الشمالي.
إرسال غواصات نووية إلى المحيط الأطلسي أو الهادئ.
كل هذه تحركات تحمل رسائل ردع، وليست نية استخدام مباشر.
الصواريخ العابرة للقارات ستظل في صوامعها على الأرجح.
لكنها ستظل أيضًا في خلفية المشهد ، كـ”شبح” نووي يلوح بعصاه الثقيلة في صمت.
بين الحرب الشاملة والحسابات الدقيقة
الكرملين اليوم أمام مفترق طرق. من جهة ، الضربة الأوكرانية أظهرت هشاشة الدفاعات الروسية حتى في العمق. ومن جهة أخرى، فإن التصعيد المفرط قد يدفع الغرب إلى تقديم دعم غير مسبوق لكييف.
رد موسكو سيكون بلا شك ساحقاً ودراماتيكياً ، لكنه سيكون أيضًا محسوبًا بدقة. المعركة دخلت مرحلة جديدة .. والعالم يترقب.