سامية مصطفى عبدالفتاح.
الليلة كنت حزينة.. زارتني غيمة أمطرت فؤادي، غطتُ في سُباتٍ عميق باكية، أتذكر كل لحظة عجز.. ضعف.. خوف شاهدتها بحياتي.
وعندما استيقظت وجدت الغيمة قد اختفت لتحل محلها شمس النهار التي لطالما أنارت يومي المتعكر، وقفت أنظر لنفسي بالمرآة.. لأجد أن كل ما بيّ هو محض تُرهات صنعتها العناكب برأسي المشعث من شدّة الخوف.
نعم الخوف هو من صنع تلك النسخة الباهتة مني، منذ متى وأنا أفزع؟ منذ متى سمحت له بالسيطرة عليّ حتى بتُّ امرأة هارمة في العشرينات؟ ظللتُ أرتعب حتى أصبح الخوف يحركني كالمريونيت.
حتى أنني أصبحت ماريونيت بائسة تعسة، تتجمع الهالات لتأكل زمرد بؤبؤيها، أصبحت أتناول الكثير من الكفايين، لا أعلم حقًا ما فائدة الكافيين في الحزن أو الخوف.
كلما شعرت بوخزٍ في فؤادي أهرول لأحتسي الكثير والكثير منه.. وكأنه سقم يريح الأعصاب، أصبحت امرأة منبعها الخوف.. تملكني الخوف حتى أهلكني، لقد ابتلعني الخوف حتى بتُ لا أعرفني.