بقلم_يارا فيصل
صديقتي: ماذا بك؟ لا أرى فيكِ سوى هيكل مشتت، يعبر عن أنكِ على قيد الحياة، ولكنك لستِ هكذا، توجد ملامح على وجهك، ولكن وجهك يشوبه الحزن، واليأس، يوجد في قلبك غصة، تمنعك من التنفس، شيء بداخل حلقك، يمنع الكلام أن يخرج من فمك، فلماذا كل هذا؟ لماذا البؤس والأسى؟
أتعلمين يا صديقتي أنني كنت مثلك، لا أرى جمال في الوجود، كل شيء باهت، لا أود التحدث، ولا أريد سماع شيء، غالقة أذني، لا أود سماع ما يزعجني، ولكنني الآن في أحسن حال؛ بسبب التوكل على الله في كل أموري، تاركة العنان لقلبي، وحزني، وكل شيء في معية الله، أصبحت الزهور يسودها ألوان تشتاق لرحيقها العين، أصبح العالم من حولي عذب، يجبرني على الحياة بسلاسة، كل هذا بسبب توكلي على من هو خير وكيل ونصير.
توكلي على الله يا عزيزتي، فما زال هناك زرع ينبت، نور يشع الكون ببريقه، بحار تنقي أعيننا مما تشاهده كل يوم، مظاهر خلابة تشتاق إليها الروح.
تحدثي، تفائلي، العبي، وأصنعي لنفسك عالمك الخاص، الذى تستعيدي روحك فيه، فما زال هناك حياة، وجمال، وثقة بالله في رحمته، فقال عز وجل “لا تقنطوا من رحمتي”.
كوني سعيدة، وجميلة، فإنّ الله جميل يحب الجمال.