ابداعات

تسكع الأموات

أحمد مصطفى 

 

تختلف الأزمنة، وتظل الأزمات صامدة، لا ينهيها سوى موتنا، ترى هل نحن الأزمة؟ إن الحيوان يرحل عند إطلاق صوت السيارة أو بعض الحركات التي تأمر بالابتعاد، أما نحن؛ فإننا لا نرحل سوى أن نترك ضررًا أو أذى، نضع تلك البصمة سواء كانت بالإيجاب أو السلب.

 

اختتمت خبر سرقة بنك مصر بهذه الكلمات الرتيبة، بعد أن وضعت حبل مشنقة الكلمات في الفقرات التي سبقتها، رغم يقيني بتلك المخاطرة، فمن سرق جلس وخطط معي ذلك الأمر قبل اسبوع، وتوقع بكل سخرية أن أكتب عنه، وهددني بالقتل بتلك السخرية أيضًا، ولكن عزيزي معتز أيها السارق الأمين لقد حصلت أنت على وجبة اليوم، أما عني فلم أكُن قد وجدتها بعد، ولأن البشر أكثر خطرًا من الحيوان، فكان من الواجب أن تحذر مني كذلك، أتمنى منك الحذر في المرة القادمة.

 

أعلم أن ذويّه ينتظروني عند منزلي، وبكل الأماكن التي يمكنني التواجد بها، فكل خطواتي الآن هي تسكع الأموات، وإنني لأشمّ رائحة جثتي من هنا، رائحة لا يفوح منها المسك، فكيف وأنا أرتوي بزجاجة من النبيذ كل صباح، وأهضم طعامي بمثلها في المساء، أتلذذ بالتنمر على وجوه المارة، وإن ردّ عليّ أحدهم ما أقول فإنه قد أراد التمتع بسماع سباب أهله، فكيف تفوح رائحة المسك؟.

 

إن لم يحظى بقتلي معتز، فإنني أضع له حبلًا آخر في الخبر القادم، إلا إن شاركني فيما أردت.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!