أميرة محمود
“هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟” هكذا تساءل أمل دنقل في قصيدته التي مطلعها “لا تصالح”.
والذي حدث أن صار الدم بين أعيننا ماء، مضى عام وأكثر على الحرب ولكننا تجاهلنا رائحة الدم، وكففنا أعيننا عن رؤيته!
مضى عام ونحن أصبحنا في شأن وإخواننا في شأن، لقد صالحنا على الدم، تناسينا الرداء الملطخ بالدماء، تناسينا كل الدماء!
“إنها الحرب قد تثقل القلب، لكن خلفك عار العرب” صدح بها دنقل لكن العار مازال يطاردنا.
لازلنا كغثاء السيل، تلك الأمة التي هبت مرة لنداء امرأة وحُشِدَ لنصرتها الجيوش.
لازلنا غثاء ولقد صدق فينا قول نبينا ولا حول ولا قوة إلا بالله، فهل يخرج منا غدًا “عمر”؟ أو رجل واحد يُخشى غضبته؟
“لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!”
إنا لله.