بقلم: شيماء_حسانين “رحيل”
بعد كثيرٍ من الألم الذي اعترى قلبي، في كل ليلة أريد أن أسرد لكَ الكثير من الحكايات.
وأن أتحدث إليك طويلًا دون كللٍ أو ملل، ولكنني أعود خائب الرجا، وأنزوي مرتعدًا.
ثم في ليلة من ليالي ديسمبر الباردة قررتُ أنه حان الوقت لكي ألقي بذلك الثقل الذي على عاتقي، لهذا أتيتُ إلى دفتري وأوراقي، أبحثُ عنك بينها، لعلي أراكَ.
لعل الليلة تكون غير ما مضي، ولكنها لم تكن كذلك، كانت تشبه الأخريات، مليئة بالفَقَأت التي أوشكت على أن تحجب أشعة القمر التي تتغلل ظلام غربيبي، ولكنها تبدو أنها فشلت في ذلك، فضوء القمر هنا لينيرني، ويعيد إليّ ما فقدته في دربي، هو مُرشدي، وأنيس قلبي في وحشة ليالي الطوال.
وكما تعلم أنني حين أكتب لكَ أكون إجريًا لا أتجمل، وأخلع رداء العالم الأحمق، لأكون كما أنا، من غير وَلعٌ أو زيف، أبحث دائمًا بين إقليدي عن رسائلي المخبأة لكَ، ولا أعلم إلى متى سأظل عالقة هنا؟!
إلى متى سأنزوي بداخل غرفتي خوفًا من العالم؟!
أنا مرتعدة وخائفة، أتخبط في الدروب دون وجهة أو أمل للنجاة، أشعرُ كأن العالم هنا لا يلائم قلبي، وأن السلام الذي أبحث عنه لم يُخلق بعد.
ثم ما تلبث حتى استلقت أوراقي، كما يحدث بعد ليلة طويلة مليئة بالشجون والذكريات المؤلمة، ثم أجدني في أحلامي بين ثلة من الهُتَون الذي يغسل ما بداخلي من أحزان.
أراني جالسة فوق غَدقٍ تتناثر عليه قطرات المطر، أظل أبتسم في أحلامي، حين أراكَ تأتي إليها، لتكون رفيقي في نومي وصحوي، لتكون هنا حين أحتاجُ إليك.
ثم ما يلبث أن يتحول الحُلم الجميل إلى كوابيس مرعبة، يتحول الهواء النقي إلى سافياء تقتلع كل شيء، وتحجب رؤيتي، تجعلني تائهًا لا أجد دربي، وما أن ألتفت حتى أراك لأجدك قد رحلت.
لا وجود لكَ، كما ترحل دائمًا في أحلامي، أجدك تختفي كأنك لم تكن هنا، أهرع أبحث عنك، ولكنك لم تعد بعد، لم تعد إليّ كما أردتُكَ.
ليتك لا ترحل، ليت أحلامي تظل مليئة بالسلام، ولكن لا سلام في حروبي، ولا سكون لتُحطم قلاعي.
تلك الأعاصير التي لا تهدأ بداخلي، وهذا البركان الذي لا يخمد ثورانه، تُهلكني، وتجعلني أعبر على جسورٍ من نار.
ولكن لا بأس مجددًا، فلا زلت هنا، ولا زالت كتاباتي إليك تُشعرني بشيء من الأمان.
لا زال الشعور بوجودك في ركنٍ ما من العالم يجعلني اطمئن، على أمل أن تجمعنا الدروب يومًا ما، على أمل أن نلتقي لتقرأ لي.
وتعلم ما عانيت بدون وجودك جواري، كن بخير إلى أن تأذن لنا الحياة بتلاقي الدروب، كن بخير لأجلي.