بقلم / نـدى سليمان
إلى صديقي :
لا تتردد أن تفتح معيَ حديثًا، أن تظل معي لدقائق إضافية على الهاتف.
أن تبقى لمحطةٍ ثانية بالشاحنة التي تقِلنا إلى منانزلنا،
أن تأكل وجبتك على مهلٍ فنجلس معًا بقدر عُمرٍ إضافي.
ألا تتعجل لتذهب إلى بيتك بعد إنتهاء العمل، فأنا برغم الزحام من حولي؛ بمفردي تمامًا وبقاءك يُؤنسُنِي.
وأنني برغم ما أتظاهر بهِ من قوةٍ هشٌّ جدًا، يبكيني هبوب الرياح، تذكِّرني بتلك التي حوَّلت مجرى سفينتي ودفعتني إلى ما لا أريد.
يعكّر صفوي فوران قهوتي وأجدها فرصة جيدة للبكاء دون أن أفصح عن أسبابٍ يضج بها قلبي.
وأنني كثيرًا ما أنئى بنفسي عن كل شيئ حتى لا أُهزَم لكن الهزائم هي التي تطرح نفسها في طريقي!
عجبًا يا صديق، كيف للطُّرق المؤدية إلى السعادة والطمأنينة أن تكون مُتعبة ومخيفة هكذا!
وأنا الذي يُمنِّي نفسه كل صباحٍ ومساءٍ بالوصول.
أرهقت قدماي ولم تستطع أن تُكمل السير في طرقٍ لا تعرف نهايتها.
اليوم ألتمس لنفسي كل الأعذار للتوقُّف.
أرحمها وأحميها من طواحين عقلي وفضول من حولي.
وأقنعها بأنها لم تحصل على شيئٍ بقلبٍ ينزف ألمًا.
وأن الحياة لا تلتفت للمُتعبين على زاوية الطريق، ولا تعترف سوى بالمقاتلين الذين ربتوا على قلوبهم واستراحوا ثم تسلَّحوا بالهزائم و وَاصلوا المُضي!