ابداعاتشعر

يؤرقني الانتظار

أحمد مصطفى

هذا قطار
والشمس تطفو
وأنا يؤرقني الانتظار
أمرّ على كل الأشياء باحتقار
وأقتضب في الحديث
وأرجو الاختصار
ضلال قد أصاب
ذلك المسار

تشويش وجنون
يعتريان مصيري
هل أفرّ من قدري إلى قدري؟
أكتب حتى أعيش
أكتب حتى أنسى
ما أعيش!
هل يمكن للإنسان أن ينسى حياته؟
أو تلك اللحظات التي شعر فيها بوفاته؟
تفاصيل كثيرة
وتشتّت وحيرة
وأمور عسيرة
لحياة بسيطة
صاحبها لا يُحسن البصيرة

أنظر للغيوم في السماء
وأنتظر قطرات المطر
فلا تأتي

أراقبُ الزهور
منذ أن كانت براعمًا
فلا أراها حينما تزهر
أراها وهي تموت

أراقبُ الإناء
فلا يغلي
ولكن غليان روحي
يُلهيني عما أراقب

في منزلي
عقارب الساعة
أدقّق فيهم النظر
أريد أن أشهد تلك اللحظة
التي تحتضن فيها العقارب بعضها
ساعة
نصف ساعة
دقائق
ثم لا شيء
ثم أفقد كل شيء

إنني أكتب ما يمليه عليّ عقلي
لا أكتب ما أردت كتابته
لا شيء يمثّلني
وكل الأشياء تقتلني

إن أردتُ وصف شعوري
فهو بكاء طفل صغير
يشعر بالمرض
ولا يهتم لأمره أبويه

أو كفتاة يافعة
تحقّق من الإنجازات ما تحقق
وتظل نظرة والديها
أنها مخفقة

أو كشمس ساطعة
مرّت على قرية
داهمها الماء من كل مكان
فأخذت تمتص الماء
وتضع بصمتها الشهيرة
تحاول لملمة البحيرة
وتحاول تدفئة الأطفال
ثم يشقّ عليها الكبار
بكونها حارقة ومؤذية
فتختفي خلف القمر
في كسوف جزئي
وتنتشر التحذيرات
الشمس تصيب بالعمى
إن ألقيتُم النظرات
فتختفي مرة أخرى
في كسوف كلّي
من ثم تعود في أيام أخر
تسطع بلا مبالاة
بعدما خيّم الحزن عليها
لساعات عديدة

أو كعجوز في التسعين
لا ذريّة ولا جيران
وأموالها
تكفي من مصر إلى طهران
ولا يأتيها الطعام ولا الاطمئنان
إثر الوحدة
بين أربعة جدران

إنني أشعر بالحب والبغض
بالوقت ذاته
أتجنب النظر في المرآة
فهنالك وغدٌ يمثّلني
يبتسم بكل كراهية
ويقول: الفشل لا يحيط بك
لأنك الفشل بذاته
وأوافقه الرأي
ليتني كنت كعابر سبيل
لا تهمه الحياة
ولم ينصاع إلى ملذّاته

شعورٌ يعتريني
لا أستطيع وصفه
فكل الحروف لا تكفي
وكل الكلمات لا تصف
والسطور إن زادت
أخشى أن تصف
مدى خيبتي

أذهب إلى فراشي
أجلس فيه
وما أن أستلقي
يزورني بعض الزوار
تارة القلق
وأخرى الأرق
وتارة الاكتئاب
وبعض الاختناق
حتى أختم الضيافة
بالجاثوم، صديق الليل عدو النهار
ولاريب أن أحلامي
تأخذ نصيبها في اقتحام الأفكار

أنا الضلال والشرود
وكل معاني الشفافية
وأسوأ معاني الغموض
أنا الذي يكتب قلمه ما أحبّ
ليس يكتب ما يُحب
فلماذا أقول أنا
ولست أراني
في أي شيء مما مضى؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!