منة اللّٰه سعد عتمان
احفظ كرامتك؛ فالكون كلَّ الكون لن يأبه لضياعك أو فقدك، أن تكونَ مُنْزَويًا، خيرٌ لكَ مِن أن تكونَ بلا هوية بين أنَاسٍ لا يستشعرون قيمتك، يجعلونك دمية تترنح بين رغباتهم، ويستنزفونك عمدًا في محاولة لإرضاء غريزتهم، يستحقرون نجاحك؛ كرياح هوجاء تقتلع جذور طموحاتك.
لَا تُجبِر نَفسَك علىٰ أحدٍ، أن تكون وحيدًا خير لك من أن تكون ذليلًا، كن على حذرٍ؛ فإن سُلبت منك كرامتك سيجرفك تيار النسيان، وتنْدثر نفسك في دوامة اليأس.
لا تلبس ثوب الضحية فلا جاني إلاك؛ لأنك إن لم تحفظ كرامتك عاليًا؛ فلا تلوم إلا نفسك؛
فالصفعة التي لا نتعلم منها نستحقها مجددًا.
من يأذيك تجنبه هاربًا من سمه الذي يفتك بأوصالك.
ومن يرفض حنو يداك احرمه إخلاصك،
لا تخسرْ نفسَك وأنتَ تُحَاوِلُ الحِفَاظَ علىٰ مَن لا يَهْتَمُّ بِفِقدَانك، تعلم التخلي، وحرر نفسك من قيد أغلالهم التي تجعلك سجين رغباتهم، اتقن الصمود كالجبل شامخًا؛ فلا سند لك إلا نفسك فإياك أن تميل.
لو كان بإمكاني لمنعت شعور الخذلان،
أن يلتقمك ظلام الخيبة، ويجوب بك طرقات الوجع كالنَشْوان السَكِر،
وأنت لا حول لك ولا قوة، مستسلم بجروحٍ مُقَيحة.
لو بإمكاني لمنحت شعور الطمأنينة، ألا يشعر أحد بأنه غير آمن أو أنه غير كافٍ.