بقلم: شيماء_حسانين || رحيل
لم أعد أدرك الوقت ولا الأيام في هذه المرحلة من عمري، لا أعلم متى أتيتُك دون أن اشكو؟!
ولكن لا سبيل لدي ولا أحد أبثُ له ما بداخلي من مكنونات عداكَ أنتَ.
أعلم أنه مر الكثير من الوقت بيننا، والأيام تناثرت على عتبة أحلامنا، ولكنني ها أنا أعودُ مهرولةً إليكَ، لأحتمي من قسوة العالم، وصلابة أركانه.
أدرك جيدًا أنه ربما لم تقرأ لي بعد، ولكنني على يقين أنكَ هنا في مكانٍ ما، قريبًا من قلبي، ومتغلغلًا داخل روحي.
على الرغم من البعد والمسافات، إلا أنكَ تسكن بين الضلوع، وتشعر بالأنين والآهات، أنتَ وحدك كنت ولا زلت ملاذي الأمن الذي أهربُ إليه حين تقسو الحياة، أنتَ وحدك كنت كل شيء ولا زلت لم يتغير الأمر ..
ولكنك أطلت الغياب وتكاثرت السنوات وكلما تباعد اللقاء زادت شعلة الشوق توهجًا يحرقني، ربما نلتقي في ساعة لم نتفق عليها بعد، ولكننا سنلتقي.
يكفيني دائمًا أنكَ هنا، تشعر بما يجول ويصول داخلي، تراني على حقيقتي، لا يَغُرك ثباتي وقوتي، تعرفُ كيف تنتشلني من وحدتي، وتجعلني أرى العالم من خلالك أنتَ فقط، وهذا ما جعلني أشتاق حقًا إلى لقائك، لقد سئمت العالم، ورؤيته من عينايَّ تلك.
هذه العينان التي لا ترى سوى سوداوية العالم وقبحه، ولا ترى شيئًا آخر، وحين تجوب في الأكون تبحث عنك لتراكَ، تمتليء السماء بالسحب السوداء التي لم تُمطر يومًا، ولكنها فقط تحجبُ ضوء القمر.
تجعل ليلي كله كاحلًا، غارقًا في الظلام الدامس، ولا سبيل للضوء لكي يتسلل إليّ، ولكن حين أضع يدي على قلبي وأغمض عينياي؛ لأستشعر وجودك، أجدني أركَ، لا أعلم إلى يومي كيف؟!
ولكنني أراكَ متوجًا على عرش قلبي، جالسًا تبتسم ليّ كلما رأيتني قادمة وتنهض لتستقبلني، تُجلسني جوارك، وتخبرني أنكَ ستكون هنا دائمًا لأجلي، وأنك وحدك ملاذي، وهذا ما يُسكن روحي، ويُطمئن فؤادي، ويجعل أساريري تنفرج بعد سنواتٍ من الحزن والألمِ.
تأتي كنسمة باردة تداعب وجنتاي في ليلة صيفٍ حارة، أو كنجمة لامعة في سماء مظلمة تُضيء عتمتي، كنتَ أنتَ وحدك ضياء ليلتي، وسر ابتساماتي المتكررة، أرجو أن تقرأ لي، وأن تعود إلي كما أفعل أنا في جُل أوقاتي الصعبة.
أرجو أن تكون هنا يومًا ما، حينها لن يكون هناك رسائل بل سأسردُ لك كل شيء وجهًا لوجه دون أن أخشى غيابك.
أرجو أن تكون بخير، وأن تجود بكَ الحياة في نهاية المطاف.