ابداعات

خوف من العودة

آلاء شعبان 

 

هل جربتم شعور أن تكونوا ساكنين وفجأة ترتجف قلوبكم؟

ربما يكون أحدكم مر بهذه التجربة من قبل، لكن… أنا أمرُّ بها كل يوم.

 

أوقات أكون جالسه تمامًا، أتناول طعامي ثم يرتجف صدري فجأة وأشعر بخفقان قلبي وكأن روحي ستسلب مني، خوفٌ غريب يمتلكني، ويأخني الشرود إلى أشياء، أتمنى لو لم تحدث.

 

يعمُ الصمت المكان حتى الجدران لا تتحدث، سكينة مخيفة للإنسان، لكن بعد العودة يعرف أنها ليست سكينة إنما هو خوفٌ في صدرهِ لن يبوح به مهما طال العُمر، ساكن بين جنبات صدره، موصد بأفقال على أبوابه وكأن هذا الشيء سجين ولا يجوز له الخروج، مكانه الوحيد القلب، وإذا أراد الخروج وتحرك، تبدأ الإخفاقات وكأنها طلوعٌ للروح.

 

في وقتها يتنمى أن لو أحد جانبه، يشكي له ثقل أوجاعه، وآهاته المكتومة، يُود فقط التربيت على كتفة، يود شعور واحد وهو الاطمئنان، لكن ليس كل ما يريده المرء يتمناه كما نسمع، وللعجب أنها مقولة أكثر من حقيقة، أصبحتُ متيقنة أنها تفوق مستوى الحقيقة، لأنها تحدث معي يوميًّا.

 

لكن العجيب في الأمر، أنه بعد العودة يكمل نشاطاته، يمضغ طعامه، ولا أحد يشعر به، سوىٰ قلبه لأنه هو من يمضغ تحت ضروسه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!