بقلم – جلال الدين محمد
الرغبة في الثأر ممن ألحق بك الأذى، فسلبك شيئًا عزيزًا على نفسك، أو حطم ما تُحب، أو حتى أزهق روح من يتبرع على عرش قلبك، أو تربطك به صلة دم، هي من الأشياء التي يُمكن أن نُخرج منها مئات الألوف من القصص في كل حكايات الأمم.
هذا الأمر الذي يتحول في الكثير من الأحيان إلى شهوة، ويصبح من شرور الشيطان إذا لم يحكمه الواعز الشرعي الذي يمنع الإنسان من الفجور والإفساد في الأرض للحد الذي يطرحه على وجهه في جهنم وبئس المصير.
يمتد الأمر في بعض الأحيان إلى الحيوانات، فذات مرة شاهدت وثائقيًا عن أنثى دب بني فتكت بالصياد الذي قتل نجلها، والغربان تُقيم محاكمات لتضمن عدالة القصاص في أسرابها.
ما لم أكن أعلمه أن الزجاج هو الآخر قادر على الانتقام. فحين حطم صاحبنا طبقًا زجاجيًا في لحظة غضب، تناثرت قطعه الصغيرة في كل مكان، ورغم تأكد الأم والخالة من التنظيف ثلاث مرات تقريبًا إلا أن انتقام الزجاج كان حاضرًا وبقوة.
فتارة يشق قدم صاحبنا ليتدفق الدم منها، وتارة أخرى يجرح إصبعه، ويصنع له كمينًا في الحذاء وهو في طريقه للخارج، وينتظره على قارعة الطريق المؤدي إلى المطبخ كالقناص المستعد لتفجير رأسك كثمرة جوز الهند.
هل يجب على صاحبنا أن يُرسل وفدًا دبلوماسيًا للمصنع الذي صنع الطبق؛ من أجل إقناع خام الزجاج أن طبقهم بما فعله قد أدرك ثأره؟!




