ابداعاتقصص

تساؤلات حائرة

 

ياسمين مجدي عبده

 

سمعت في بعض البرامج الليلية وقرأت في بعض الصحف والمواقع المختلفة عن الشباب الذين ينهون حياتهم بأيديهم..

 

 وكان آخرهم الفتاة التي ألقت بنفسها من أعلى أحد الفنادق في منطقة شهيرة بالقاهرة.

 

 وهنا انتابتني العديد من التساؤلات الحائرة في ذهني، والتي ليس لها إجابات، ومن أول تلك التساؤلات..

 

 ما الذي أدى بها لهذا؟ هل المشاكل الزوجية؟ بما أنها كانت متزوجة! أو الغلاء الفاحش الذي يعاني منه البعض أو الغالبية العظمى!

 

 ولكن هذا على العالم أجمع ومع ذلك لم يفكر أي إنسان متحضر في فعل تلك الجريمة.. 

إذن هل هي حالة نفسية. وإذا كانت حالة نفسية، لماذا لم تفكر في أن تلجأ لأحد الأطباء النفسيين الأكفاء القادرين على علاجها وعلاج من مثلها؟

 

ربما تتحدث معه وترتاح بعض الشيء وتهدأ نفسيًا وتلغي تلك الفكرة من تفكيرها، لا أعرف إذا كان لديها أبناء أم لا؟

 ولكن إذا كان لديها من الأبناء لماذا لم تفكر بهم؟ أو إذا كانت طالبة وتعاني من صعوبة مواد الكلية التي تدرس بها، إذن لماذا التحقت بها من الأساس؟ وما الذي غصبها على دراسة تلك المواد الصعبة دون غيرها؟

 

 

 ترى يا قُرائي.. لماذا لم يجلس المنتحر مع نفسه ويسأل نفسه كافة الأسئلة التي تجعله ربما يهدأ من الناحية النفسية ولم يلق بنفسه إلى التهلكة؟ 

 

لماذا لم يفكر المنتحر في حق أهله عليه؟ ألم يفكر أنه مثلًا العائل الوحيد لأهله فيفكر فيهم؟

 

 ماذا سيفعلون من بعده! وكيف سيواجهون تلك الحياة القاسية  قبل أن يفعل فعلته؟ 

أعلم أننا في أزمة اقتصادية من الحجم الكبير.. فهل كل من لا يستطع مواجهة الغلاء لم يجد أمامه سوى الانتحار؟ 

 

هل هي الوسيلة الوحيدة لراحة النفس البشرية وراحة العقل من التفكير والبحث عن حلول لمشاكل الحياة؟ 

 

 

هل عزيزي الشاب لأنك لم توفق في حياتك سواء كانت العملية أو الزوجية وهذا هو حال الغالبية العظمى تلجأ إلى تلك الجريمة الشنعاء؟ 

 

نعم جريمة! أقولها بصوت عال؛ لأن الله سبحانه وتعالى حرم قتل النفس إلا بالحق.

 

 فاسمحوا لي أن أقول شيئين لمعظم الشباب، أرى من وجهة نظري أنه تفكير سطحي وتافه،

 لقد تملك اليأس من قلوبكم لأن معظمكم يفقد عامل أساسي يساعد على تهدئة النفس وهو الإيمان بالله، فهل تقيمون صلاتكم؟ 

هل تقرؤون كتاب الله وتتدبرون آياته؟ بالتأكيد لا.. ولكنكم تلجؤون إلى أسهل الطرق للتخلص من تلك المشكلات التي تحيط بكم من جميع الجهات وهو أن تنهوا حياتكم بمنتهى السهولة دون التفكير بأي شيء آخر.

 

 

 فأرجو من جموع الشباب أن ينظروا حولهم ليروا أن الحياة حلوة.. وأن يوقظوا ضمائرهم لتحاسبهم على ما يقوموا بالتفكير فيه قبل أن يفعلوا ما يخسروا عليه دنياهم و آخرتهم.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!