✍️إيريني نعيم
كلنا نعرف جيدًا ذلك الشخص الجذاب الذي يلفت الإنتباه إليه بمجرد دخوله أي مكان، غالبًا ما يمتلك هؤلاء الأشخاص الكاريزما مما يجعلهم آسرين للآخرين، لحسن الحظ يمكنك أن تتعلم أن تكون أكثر جاذبية، أبدأ ببناء ثقتك بنفسك، وتعلم كيف تجعل الآخرين ممن حولك يشعرون بأنهم مميزون.
– الكاريزما تساعدك على النجاح في جميع مجالات حياتك
من يمتلكون الكاريزما لهم تأثير كبير على الآخرين، فهم ساحرون ومقنعون ورائعون، كل ذلك بدون أي جهد ظاهر وهم أكثر نجاحاً وأكثر ثروة وأقل توتراً.
الكاريزما تساعدك أيضًا على التفوق، حيث كشفت الدراسات أن أداء الأشخاص الذين يمتلكون الكاريزما في مكان العمل يحظى بتقدير عال جداً من جانب زملائهم، ولاحظ أحد الباحثين أن الزعماء أصحاب الكاريزما كثيراً ما يتجاوزون واجباتهم الرسمية ويقدمون تضحيات كبيرة في حياتهم الشخصية.
الأكاديميون أصحاب الكاريزما يسهل عليهم نشر أبحاثهم وتمويلها والحصول على الدورات التي يريدونها.
كذلك الأطباء أصحاب الكاريزما لهم شعبية كبيرة لدى مرضاهم، حتى الأمهات اللاتي لديهم الكاريزما لهن تأثيراً كبيراً على أولادهن.
الكاريزما مهمة للجميع وليس فقط القادة أو رجال الأعمال، الكاريزما تساعد الناس على عيش حياة أكثر سعادة وصحة ونجاحا.
أي شخص يمكن أن يكون لديه كاريزما..
– الكاريزما ليست موروثة بل مجموعة من السلوكيات التي يمكن لأي شخص أن يتعلمها
الكاريزما ليست صفة وراثية، بغض النظر أن بعض الناس لديهم قبول طبيعي في بعض المواقف.
إذا كانت الكاريزما صفة موروثة كما يقال فمن المفروض أن يستمر تأثير هذه الكاريزما طوال الوقت على الشخص ولكن هذا لا يحدث، فشخص ما قد يأسرك تماماً في يوم ما ويكون مملاً في يوم آخر، هذا لأن الكاريزما ليست حالة سحرية موروثة ولكن نتيجة سلوكيات معينة يقوم بها الشخص.
هذه السلوكيات تظهر في لغة الجسد، فلغة جسدنا تعبر عن الكاريزما ولهذا السبب فإن مستويات جاذبيتنا تتغير، ففي بعض الأحيان ننظر إلى نفس الشخص على أنه شخص ذو كاريزما وأحيانا أخرى لا.
– كل شخص يمكن أن يكون صاحب كاريزما من خلال تعلم ممارسة سلوكيات معينة
1- الكاريزما هي لغة الجسد
في كل لحظة، أنت تقوم دون قصد بإرسال رسالة يستقبلها من حولك من الناس بشكل لا شعوري من خلال لغة الجسد.
سواء أحببت ذلك أم لا فلغة جسدك تكشف حالتك العاطفية، القلق مثلا ينتج ضغطاً صغيراً على وجهك ومن يتعامل معك سيلاحظ ذلك على وجهك.
بما أننا لا نستطيع التحكم في كل تعبير صغير يخرج منا فلن يمكننا بث لغة الجسد الكاريزمية التي نريدها.
الحل هو السيطرة بشكل غير مباشر على لغة أجسادنا بالتأثير على جزء من العقل المسئول عن هذه الإشارات و هو جزء اللاوعي.
ببساطة عن طريق تخيل حالة الكاريزما التي تريد أن تصبح عليها وبالتالي سيقوم المخ بإرسال هذه الحالة المرغوب فيها لجسمك، ومن ثم يبدأ جسمك بإظهار لغة الجسد المطلوبة، بذلك أنت تخلق حالة الكاريزما الداخلية، وبالتالي جسمك سوف يظهر حالة كاريزما حقيقية و سيراك الآخرون جذاباً.
2- الكاريزما تتطلب الحضور
هناك الكثير من الطرق لتظهر الكاريزما وأهمها الحضور، وهو إدراك ما يحدث لحظة بلحظة، مثلا في العلاقات الاجتماعية يعني أن تكون مع شخص ما وتستمع إليه بكل جوارحك وبكل تركيز.
إذا كنت حاضرا تماماً مع الآخرين، سوف تظهر الكاريزما و تكسب الثقة، إذا كنت تفتقر إلى الحضور مع الآخر فسوف يلاحظ ذلك ولن يثق بك أو يتأثر بكلامك.
لذلك إذا أردت أن تصبح جذابا يجب عليك إتقان مهارة الحضور، فمحادثة لمدة خمس دقائق فقط مع أناس لا يعرفونك ستكون كافية لإثارة إعجابهم والتأثير فيهم.
3- الكاريزما تعني أن تكون قوياً وعاطفياً
نجاة الإنسان تعتمد دائما على الناس الذين يتسمون بالقوة والعطف، وفي أوقات الخطر نحتاج إلى تحديد الأشخاص الذين يرغبون في مساعدتنا وتكون لديهم القدرة على ذلك.
في الماضي كان العثور على هؤلاء الناس قد يعني الفرق بين الحياة والموت: تخيل وجود صديق قوي البنية يستطيع إنقاذك من نمر مفترس، أو وجود صديق للحاكم ينقذك من تنفيذ حكم بالإعدام.
نحن لا شعوريا نصنف هذا المزيج من القوة و العطف كشيء إيجابي نبحث عنه في الآخرين لذلك نحاول الاحتفاظ بالأصدقاء الذين يملكونه.
مزيج القوة والعطف هو شرط ضروري للكاريزما، شخص قوي ولكن ليس عطوف قد يكون مثير للإعجاب ولكن لا يتمتع بالكاريزما وقد يبدو مغروراً أو بارداً.
شخص آخر عطوفاً لكن ليس قوياً ربما يكون محبوباً ولكن ليس ذو كاريزما أيضًا، فالكاريزما هي الجمع بين القوة والعطف.
4- الكاريزما و الانطباع الأول
أهم جزء في الكاريزما هو الانطباع الأول، كلنا نميل إلى تذكر المرات الأولى التي إلتقينا فيها شخص ما، وهذا يعني أن الانطباعات الأولى مهمه جداً، خاصة إن كان لدينا فرصة واحدة فقط لترك أثر مميز، لترك انطباعاً أولياً رائعاً، عليك أن تجعل الآخرين يشعرون أنك تشبههم.
يشعر الناس بالراحة مع أولئك الذين يتصرفون على سجيتهم يشعرون أنهم يشبهونهم من الناحية الإجتماعية.
أخيراً، لا تقلل من شأن المصافحة، إنها تدعم الثقة، لذا فهي خطوة مهمة في العلاقات.
5- الكاريزما يعني التغلب على الاضطرابات العقلية والجسدية
الشعور بعدم الراحة سواء جسديا أو عقليا يمكن أن يؤثر على أدائك ومشاعرك، فضلاً عن رد فعل الآخرين على سلوكك.
عندما تجوع ربما يتشوش تفكيرك و ينخفض سكر دمك ويمكن أن يضعف إنتباهك وتحكمك في عاطفتك، إذا كان هذا واضحا في لغة جسدك، فإنه يمكن أن يؤثر على تأثير كاريزمتك على الآخرين.
إن الناس عموما لا يثقون فيمن لا يثق في نفسه ولا يتقبلونه ولا يتأثرون به.
– أساليب تساعدك على التخلص من الأفكار السلبية التي قد تمنعك من تحقيق الكاريزما
1- التهوين على النفس
عندما تشعر بعدم الارتياح الداخلي، أو تشعر بعاطفة سلبية وهما عقبتان أمام الكاريزما، تذكر أنك لست وحيداً في ذلك وأن ما يحدث ليس خطيراً ويحدث للجميع، هون على نفسك الأمر كي تتمكن من تفسير العاطفة السلبية بطريقة تقلل من تأثيرها.
2- التخلص من الشعور بالخجل من وجود عواطف سلبية
كما ذكرنا سابقا أن الشعور بعدم الارتياح الداخلي والأفكار السلبية هو جزء من طبيعة حياة الإنسان، حتى بالنسبة لأكثر الناس توازنا.
هذا يظهر أننا جميعا نمر بجميع العواطف والمشاعر السلبية، ولكن لأننا نشعر أن الأفكار والعواطف السلبية لا ينبغي أن تحدث معنا، نعتقد أنه من الصعب التعامل معها، لكن الحل هنا هو إزالة هذا الإحساس بالخجل من وجود هذه الأفكار السلبية، وذكر نفسك بأن هذا الازعاج طبيعي ومجرد نتاج ثانوي لآلية بقائنا على قيد الحياة.
3- تحييد العواطف السلبية
من خلال إدراك أن أفكارك ليست بالضرورة صحيحة.
فمثلا إذا شعرت بالضيق لأن شخصاً ما تضايق منك حاول أن تعتبر أن رد فعله قد لا يكون له علاقة بك، ذلك الشخص ربما يعاني من مشاكل ليس لك دخل بها.
في النهاية، إعلم أن سبب تأثرنا بأفكارنا السلبية هو أننا نعتقد أن عقولنا تدرك الحقيقة بدقة، ولكن في الواقع أن عقولنا لا تعطينا صورة كاملة للواقع، نحن ندرك فقط جزء صغير من المعلومات من حولنا.
لذا في المرة القادمة التي ترتكب فيها خطأ أو تشعر بالسلبية أو عدم الإرتياح، تذكر أنه جزء من الحياة اليومية الطبيعية وذكر نفسك أن عقلك لا يعطيك معلومات دقيقة عن الواقع في كل الأحيان.
في النهاية يمكن للجميع أن يحصل على الصورة الكاريزمية التي يحلم بها من خلال تغيير طريقة تفكيرنا، وحسن إستخدام لغة الجسد، والتمرين المستمر على ذلك حتى يبدو الأمر تلقائياً كأننا مولودون به.