ابداعات

<<العاهرة>>

 

سامية مصطفى عبدالفتاح. 

 

الخامسة صباحًا..

قررت أنّ أُصبِّح عاهرة علني أحصل على شيءٍ تمنيته، كلما حلمت بشيء نلته لحظيًا؛ لكن سرعان ما تسلبني الدنيا إياه كسرعة اِقتراف الذنب وكأنها تلومني على حُلمي.

 

كنت فتاة لا ترتكب الرذائل، فتاة خُلِقت للصلاح ولا شيءٍ سواه ولا تكترث لشيء سوى ذاتها، لم أتمنى شيئًا عسيرًا قط، كلها أشياء بسيطة وتحدث للبعض، لكني لم يكن لي نصيب فيها، لم يكن لي نصيب مع الدنيا من ولدت.

 

الجميع من حولي عُصاه وتائبين ينالون مطالبهم دائمًا وأنا القديسة البائسة التي لطالما عاشت تمتلك مخيلة من فضة وحظٍ من سرمد، لما تقسو الحياة هكذا؟ رُبما هو شكٌ في العدل الإلـٰهي فلم أعد أتحلى بالإيمان الكامل.

 

مازلت خالية الوفاض وكأني جئت من رحم البؤس ولا شيء سواه، لذا قررت أن أكن عاهرة، دنست قلبي حتى أصبح فاسدًا، وسممت أفكاري حتى باتت شيطان لعين يحرق ويدمر.

 

عندما يتحول القس الشيطان تندلع نيران لا يمكن إطفائها قط، فنار الطالحين تدمر بلا هواده، عقلي لم يعد يحتمل المنطق بات إبليسًا يغوي فؤادي، أتمنى أنّ يغفر الله لي؛ لكن أيُّ مغفرة لفاسقة قررت ألا تعود؟!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!