إسماعيل السيد
قالت حِصةُ النّحْوِ
إعراب مَا تحتهُ خط
قُلت :
ماتَ…. فعلٌ مضارعٌ..
يقص الحشيش ليُطعمَ الجنائز أحلى الطعوم
مبني على الفتح كأفواهِ اللحُود
فعلٌ كأفعالِ الخلود
ماتَ… فعلٌ… كالفمِ المملوء آآآآه
ماتَ…. فعلٌ مُستبيحُ يتخفّى
كوجوهِ السّارقين
ماتَ…. فعلٌ من تُراب الكادحين
مبني على شد القلوب من الوتين…
و على الصراع..
إذا النزاع…
بين المصارع والمصارع
ماتَ… يا أستاذُ فِعلٌ مهما قد بررت ضالع…
وفريدة ..يا نَحْوُ… أستاذٌ لبيب..
مَرفوع يا هذي النعُوش
وعلامة الرفع النحيب..
منصوب آية نصبهِ..
هذا الفم المفتوح للقبر الغريب
مجرور يا كسر العشوش
يا أيّها الوجه البشوش
….
فاعرِب يا أستاذ اللغة الرّحبَة
لنْ يعجبكَ جوابي
ستقهقهُ ثمّ تقول..
ماتَ يا سيّد…. فِعلٌ ماضي
حينَ أجبتك بالتكبير ودونكَ…
صلّى الناسُ الظهرَ…
وصَلّتْ بي أوجاعُ الظَّهرِ
يا أطرَى قطعةَ لحمٍ نُهشت من لحمي
….
إبكي ياإسماعيل
لا يُبالي بصياحِكَ والعويل
كيفَ أحكيها بأوزانِ الخليل؟
ها هو النّثرُ الذي يبكيك يا نحنُ الجميل
لكنني أطعمتُها نِتَفاً من الوزنِ وبعض الزنجبيل
رثاؤكِ إثمٌ يا قلبي …. أعتَى بَلِيّة
أرعَب ما فوق الخطوط ونحنُ نعرِبُها عتية
ما أقسى أنْ تكَوني فردٌ في جملةٍ فعليّة.