آية عبده أحمد
في نهاية كل عام أنا وحروفي ننعم بالهدوء، يتسلل إلينا شعور مريح لا نعلم ماهيته، إلا أنه يسكن بداخلنا طيلة شهر ديسمبر، شيء يشبه طمأنينة طفل صغير بين يدي أمه.
تساقطت الكثير من الشّهب على فترات متفرقة، لقد رأيتُها بوضوح في سمائي، وكل هذا بَدَا جليًّا على كلماتي، لطالما حلّقنا فوق الغيوم، وتارةً غرقنا في أعماق محيطات الكتابة طوعًا.
هناك أسطورة يقولها لي الجميع دومًا:
“لقد قُدّمتي قربانًا للكتابة منذ أمد بعيد، واتخذتكِ ابنة لها”.
حاولتُ الهرب منها، فابتلعني محيط البلاغة.
عندما قررتُ أن أترك هذه المجرة بأكملها، ولجأتُ إلى مجال الفيزياء؛ لأذهب إلى مجرة أندروميدا، حينها فقط واجهتني الكلمات بحزم، حسمت كل مخططاتي للتمرد عليها، أخذتني أنا والفيزياء والمجرة أسرى في قفص مخملي صنعته هي، حيث علينا الإلتزام بالقواعد التي تُمليها علينا، ونتصرف بحكمة، ونمضي نحوها.
لحقتُ شغفي في خطِّ الحروف والكلمات منذ أن كنتُ أحاول المشي، وها أنا اليوم يسبق اسمي ذلك اللقب الذي دفعتُ من عمري الكثير في سبيله.