بقلم – جلال الدين محمد:-
رجل في الأربعين يجلس وحيدًا في الصحراء، اتخذ من غار داخل الجبل مكانًا خاصًا به، يغادر فيه ظلام العالمين ويتفكر فيما خلق الله وأبدع.
كانت الليلة مُظلمة اختفى فيها القمر من السماء، وإن كان قلبه يسطع بنور يفوق ألف قمر، والهدوء شديد لا يُسمع سوى صوت أنفاس رجلنا الحكيم.
وعلى حين غرة، تغير ما كان عليه الغار المظلم إلى الأبد، فصار المكان الذي نزل فيه رسول السماء لتنصيب مختار آخر الزمان.
جاءت أقرأ لتكون الأمر الأول للمختار، فبها يزول الجهل، وبها ينمو العقل، وبإقرأ تُزرع الرحمة والتواضع والخير في النفوس، إذا تقرأ لا ظلام في العالم بعدها، فما بالك إذا كنت تقرأ باسم ربك الذي خلق.
أليس من الأفضل لو لقبنا غار حراء بغار النور؟! ألم يُنير المختار الذي نزل منه في هذا العالم طريق الحق للعالمين؟! ألن يبقى منيرًا من يومها وإلى قيام الساعة؟!
فصلي على حامل نور الحق للعالمين، وسلم عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين، بحق ما حمل أغلى الأمانات وبلغ أشرف الرسالات، وكان نبراسًا يخاف ظلام الجهل من ذكره في أي زمان وعلى أرض أي مكان.