مقالات

الشرق الأوسط على حافة الهاوية : هل تشن إسرائيل حرباً على إيران؟  

✍️ يوحنا عزمي 

موافقة الرئيس الأمريكي ترامب علي تزويد إسرائيل باخطر أنواع القنابل الأمريكية غير النووية واشدها قدرة علي التدمير للمواقع الاقوي تحصينا كالمفاعلات النووية الإيرانية باعماقها الكبيرة تحت الأرض او في المناطق الجبلية شديدة الوعورة ، تقدم مؤشرا له دلالته فيما يتعلق باحتمال ان يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قد حصل منه علي الضوء الأخضر الذي يتيح له شن هجوم كاسح علي مفاعلات إيران النووية فوور تسلمه لهذه الأسلحة الهجومية الجديدة .. وهو ما يعني ان مرحلة إعادة التفاوض مع إيران بشأن شروط الإتفاق النووي الجديد ، قد تجاوزتها الظروف ، ولم تعد واردة او مطروحة علي الإطلاق.

اما ما يرفع من احتمالات حدوث هذا الهجوم الإسرائيلي الوشيك علي المفاعلات النووية الإيرانية بخلاف حيازة إسرائيل لهذه النوعية الخطيرة من الأسلحة الهجومية الأمريكية ، فهو ان نتنياهو ما يزال علي قناعته بأن تغيير معادلات وموازين القوة في الشرق الأوسط بما يحقق لإسرائيل التفوق النوعي التام فيها ، لا يتوقف عند ما أمكنه تحقيقه في غزة ولبنان وسوريا، وانما لا بد من تتويجه بضرب إيران وتدميرها عسكريا، وانهاء خطرها النووي علي إسرائيل مرة واحدة وإلي الأبد .

وان نجاح إسرائيل في تدميرها بالشكل الذي يجري التخطيط والإعداد له ، قد يسقط نظام الحكم في طهران بانقلاب داخلي عليه او كثمن سوف يدفعه لهزيمته وانتكاس مشروعه الشرق أوسطي الذي دفع الشعب الإيراني فيه كل هذا الثمن الباهظ من الاعباء والتضحيات ، ثم كانت هذه نهايته .

ومما يزيد من هذا الإحتمال هو الآخر ، هو ظهور بوادر انشقاق الآن بين قادة الحرس الثوري الإيراني والمرشد الاعلي خامنئي والرئيس الإيراني مسعود بزاشكيان حول العديد من قضايا الأمن والدفاع وكذلك حول جدوي التفاوض مع الرئيس الأمريكي ترامب الذي يتهمه الحرس الثوري باغتيال قاسم سليماني خلال فترة رئاسته الأولي ، وبأنه يمارس ضغوطا بالغة العنف والتشدد علي إيران ، والتي قد تصل به إلي حد مطالبته لها بنزع سلاحها والاستسلام لشروطه والاذعان لتهديداته المتصاعدة.

وهذا الخلاف الذي بدأ يطفو علي السطح بين الحرس الثوري من جانب والمرشد الأعلي والرئيس الإيراني من جانب آخر ، قد يتفاقم ويحتد ويتصاعد وياخذ ابعادا اكبر واخطر إذا ما تعذر التوصل بينهما إلي صيغة مواجهة مقبولة ضد امريكا وإسرائيل لتقليل خسائر إيران المحتملة في هذه المواجهة. اخذا في الاعتبار ان هامش الوقت ضيق للغاية وان نذر الخطر الإسرائيلي تقترب بسرعة من إيران .. مما لا يترك مجالا للتردد او الانقسام بين المسئولين في اعلي دوائر اتخاذ القرار في طهران.

وهي خلافات سوف يكون لاستمرارها او لعدم حسمها وتجاوزها بسرعة تداعياتها الأمنية الكارثية الاكيدة .. او هذا هو ما اتصوره في مثل هذا التوقيت القاتل والمنطقة كلها تعيش اسوأ مراحل تاريخها. ولا تترك هامشا واسعا للمناورة او لشراء الوقت. 

لا اشك في ان الشرق الأوسط بصدد حرب عنيفة وشيكة سوف تكون هذه المرة بين إسرائيل وإيران مباشرة ، وليس بين إسرائيل واذرع إيران كما كان طيلة الفترة الماضية ، وربما من اجل ذلك كانت زيارة نتنياهو الأخيرة إلي واشنطن التي حصد فيها من النتائج ما لم يحصل عليه اي رئيس حكومة آخر في تاريخ إسرائيل … وسوف نري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!