مقالات

بيان الـ25 الأوروبي .. صفعة متأخرة لإسرائيل وفضيحة لمواقف ألمانيا

✍️ يوحنا عزمي

شهد العالم مؤخرًا صدور بيان مهم وقعت عليه 21 دولة أوروبية في مقدمتها بريطانيا، فرنسا، وإيطاليا ، إلى جانب جميع دول أوروبا الشرقية. كما انضمت إليه أربع دول غير أوروبية هي: أستراليا، نيوزيلندا، كندا، واليابان، إضافة إلى مفوضة الاتحاد الأوروبي.

وفي المقابل، امتنعت ألمانيا عن التوقيع ، وهو موقف يفضح توجهاتها المنحازة بوضوح إلى إسرائيل، ويضعها في خانة الدول غير الصديقة للفلسطينيين والعرب.

ورغم أن صدور هذا البيان جاء بعد عامين كاملين من الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة ، إلا أن المثل الشائع يظل صالحاً : “أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا”. فقد دمرت هذه الحرب القطاع بالكامل، ومزّقت نسيجه الاجتماعي والإنساني ، وخلفت واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخ الصراعات الحديثة.

شهادة دولية ضد العنصرية الإسرائيلية

البيان الأوروبي يمثل إدانة نادرة من هذا العدد الكبير من الدول ضد الممارسات العنصرية التي تمارسها إسرائيل بدعم أمريكي مطلق. وجاءت أبرز بنوده على النحو التالي:

1. رفض الآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات
انتقد البيان بشدة الطريقة التي تعتمدها إسرائيل في توزيع المساعدات الغذائية المحدودة على سكان غزة، معتبرًا أنها تسهل استهداف المدنيين ورفع أعداد القتلى. وطالب باستبدال هذه الآلية بأخرى تشرف عليها الأمم المتحدة بشكل كامل.

2. دعوة لوقف الحرب وفتح مسار سياسي

دعا البيان إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، وإطلاق عملية سياسية جادة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

3. دعوة حماس للإفراج عن الرهائن

طالب البيان حماس بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن المحتجزين لديها، مؤكدًا أن استمرار احتجازهم يمثل “فعلًا لا إنسانياً”

4. رفض قاطع للاستيطان

عبّر البيان عن رفضه التام لكل مشاريع الاستيطان الإسرائيلية ، لا سيما في الضفة الغربية ، حيث يجري فصل شمالها عن جنوبها ، وطالب بوقفها فورًا.

رد أمريكي غاضب … ودور مشبوه

لم تمرّ ساعات على صدور البيان حتى خرج السفير الأمريكي في تل أبيب ، مايك هاكابي ، المعروف بتطرفه الصهيوني ، ليهاجمه بضراوة ويصفه بأنه منحاز ضد إسرائيل. وبدلًا من انتقاد الاحتلال ، اختار مهاجمة الدول التي طالبت بإيقاف العدوان.

هاكابي، المقرب من الرئيس ترامب ، لم يكن ليجرؤ على هذا التصريح لولا أنه يعبر عن موقف الإدارة الأمريكية نفسها، وإلا لكانت الخارجية الأمريكية هي الجهة المخوّلة بالتعليق. ويبدو من هذا الهجوم أن واشنطن ستسعى بكل قوة لإجهاض هذا البيان ، كما أفشلت سابقاته.

الخلاصة : أمريكا هي أصل البلاء

يبقى أن نؤكد أن الدعم الأمريكي غير المشروط هو ما يشجّع إسرائيل على المضي في جرائمها، ولولاه لما كان لهذه الانتهاكات أن تستمر بهذا الشكل الوحشي. أمريكا، بكل وضوح ، هي الجذر العميق للأزمة ، وما لم يتغير موقفها ، فإن أي بيان سيبقى مجرّد حبر على ورق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!