مقالات

يوحنا عزمي يكتب : تهديد ويتكوف .. التهجير او النموذج السوري فى مصر

تهديد ويتكوف .. التهجير او النموذج السوري فى مصر

تصريحات ستيف ويتكوف هي اخطر تصريحات أمريكية في مسيرة العلاقات المصرية الأمريكية منذ عام 2013 .. ويتكوف ، يهودي ابن مهاجر من روسيا السوفيتية ، من أباطرة العقارات والسمسرة في نيويورك وزميل لترامب في هذا المضمار ، ليست له خبرة تذكر في السياسة سوى أنه كان مستشار لترامب في ولايته الأولي في مجال الاقتصاد واليوم اصبح وزير الخارجية الفعلى لأمريكا لدرجة ان وزير الخارجية الصوري ماركو روبيو يفكر في الاستقالة.

نص تصريحات ويتكوف كاملة مستفز اكثر مما تم تجزئته.

ويتكوف قعد مع إعلامي مهم جدا في حاشية ترامب اسمه تاكر كارلسون عنده منصة بوكاست .. السؤال كان عن الموقف في الشرق الأوسط وتحديداً الجبهة الداخلية في مصر والأردن والسعودية .. ويتكوف قال :

اعتقد أن الملك عبدالله في الأردن ، قام بعمل رائع ، فعلا رائع من خلال التصرف وإيجاد وسيلة للتعامل مع حالة عدم الإستقرار هذه ، وفي بعض النواحي كان محظوظا.

“اعتقد أن مصر في الواجهة .. اعتقد أن كل الأمور الجيدة التي حصلت بعد الانتخابات بسبب القضاء على نصرالله والسنوار ، كل هذه الأمور الجيدة يمكن عكسها إذا خسرنا مصر ، ما حدث في سوريا كان مصدر بيانات ضخم عن المنطقة ، أعني التخلص من الأسد كان أمرا ضخما ولم يتوقع أحد ذلك ولكن مصر ، أود أن أقول أن البيانات في مصر تشير إلى معدل بطالة ضخم نحو 45% بطالة لا يمكن أن تستمر دولة كهذا ، وهم المصريون مفلسون بصورة كبيرة وبحاجة للكثير من المساعدة.

“إذا ما حصل شيء سيء في مصر قد يدفعنا ذلك إلى الوراء ، والمملكة العربية السعودية ، كذلك ، نعم أعني أن محمد بن سلمان قائد رائع ، ولكن الناس قلقون من شعبه اليافع عمراً وكيف ينظرون إلى كل هذا ، ولهذا علينا حل موضوع غزة ، لأنه إذا حل موضوع غزة التي تعتبر مادة أساسية لتطبيع السعودية ، فعندها ستطبع السعودية ، وإذا طبعوا ، فنحن نبني مجددا على إتفاقية السلام الإبراهيمية والتي بالطبع خلقها الرئيس ترامب”.

اولاً : التصريحات دي هي طلقة البداية في حرب نفسية وحرب أعصاب ووعي ومعنويات .. وراها بنك أهداف كامل ، من ابرز بنوده اهداف سكربت أمريكي لـ 200 منصة إخوانية وإسلامية ويسارية وعروبية مصرية وفلسطينية وسورية ولبنانية وعراقية وايرانية غير اللى طالع من قطر وتركيا ولندن بيشتغلوا على التصريحات دي.

فلا تستغرب من التوظيف الإخواني او توظيف مدعي المعارضة وغلمان المؤامرة لتصريحات ستيف ويتكوف اول ما طلعت.

اعتقد ان حديث إسرائيل في الأشهر الأخيرة عن التسليح المصري بنفس سكربت الإخوان واليسار عن السلاح يوضح ان هنالك “غرفة عمليات مشتركة” برئاسة أمريكية تدير كل هذه الديباجات.

ثانياً : نسبة البطالة في مصر ما بين 6% لـ 7% .. 45 % يعني نص الشعب المصري مش لاقي شغل ! يعني نفر من كل نفرين مش لاقي شغل ! هل حضرتك نفر من كل نفرين تعرفهم مش لاقي شغل ؟ نفر من كل نفرين قاعد في البيت بدون شغل ؟

ثالثاً : مصر مش دولة مفلسة او على وشك الإفلاس .. مصر لم تتأخر عن سداد أيا من اقساطها ورغم كراهيتي لمصطلح ديون واقتراض بس في النهاية الديون المصرية المحلية والأجنبية في حدود آمنة ، الدخل القومي بتاعك قادر يسدد ويغطي الديون.

رابعاً : النظام المصري ليس نظام هش او ضعيف حتى يتم الحديث عنه بهذا الشكل ، مصر تجاوزت كوارث كونية منذ عام 2011 هدمت امبراطوريات وليس دول ، مصر لو ضعيفة لما فكر ويتكوف في الحديث عنها بالشكل دا ، مصر لو ضعيفة لكانت أمريكا قد فرضت سيناريو التهجير على مصر قبل فلسطين ، ولكن الحديث المتخابث المستتر المبطن هذا يدل على أنك تحسب الف حساب لكل كلمة توجه لمصر .. يعني انت معترف بأنك تتحدث عن إدارة قوية وليست ضعيفة.

خامساً : التهديد ما بين السطور بالنموذج السوري معلوم لمصر والمصريين ومحاولة السخرية من “مش احسن ما نبقا زي سوريا” لم يعد لها مجال بعد ان رأى كل المصريين ماذا حدث في سوريا واليوم مستشار ترامب يلوح للمصريين بمصير سوريا إذا ما رفضنا التهجير.

نعرف جيداً يا سيد ويتكوف أنكم خلف ما جري في سوريا عام 2011 وليس عام 2024 فحسب ، ما يهدد به السيد ويتكوف المصريين هو ثورة شعبية ملونة ترفع السلاح ويصل لها السلاح مهرباً من غزة وليبيا والسودان ثم هجوم جحافل الإرهابيين الأجانب من الحدود ، لتتحول البلد إلى حرب أهلية وإقليمية مفتوحة وتأسيس حكومات كما جري في حلب وادلب والحسكة وتقسم البلد إلى مناطق نفوذ أجنبية مع تدخل أجنبي بحجة حماية الإرهاب وصولا إلى سقوط النظام واستيلاء جولاني مصري على الحكم .. وسوف يلعب المصريين المسيحيين والشيعة والصوفيين دور الضحايا العلويين والمسيحيين والاكراد والدروز في السيناريو الجديد.

هذا هو معني تكرار النموذج السوري في مصر لمن لم ينتبه إلى التهديد ما بين السطور.

ولكن .. مصر بها جيش قوي .. مصر بها رئيس وطني .. مصر بها شعب هو الكتلة الصلبة.

حاولوا تسخين الشعب على الجيش والرئيس منذ 2013 وما قبلها مراراً وحاولوا صنع فزاعات من اجل صناعة الغليان .. قالوا لك لازم تحارب في السودان وها البرهان ينتصر دون الذهاب إلى الحرب في احراش السودان.

قالوا لك السد لحد ما بقت اثيوبيا على الهزاز والزلازل خبر يومي .. قالوا لك بلاها الحبشة اضرب في ليبيا وها قد استقرت بنغازي. قالوا لك هتحارب تركيا عشان غاز المتوسط والأزمة خلصت بدون حرب .. قالوا لك مشاكلك مع قطر سوف تستمر للأبد وحتى تحترق انت والنجوم في ساعة واحدة وها المشاكل مع قطر قد انتهت.

قالوا لك ابعت قوات لسوريا او اليمن .. ولم نقبل بذلك .. قالوا لك هتتعثر في السداد وهتعلن الإفلاس والدولار هيبقا بــ 100 جنيه في صيف 2024 ولم يحدث.

وبالتالي إحنا لا دولة ضعيفة ولا نظام هش او بيترنح ولا جيش مش جاهزإ .. إحنا بلد عدت في السنين الأخيرة ما عجزت امبراطوريات من تجاوزه.

فالتلويح بالنموذج السوري إحنا جاهزين له بجيش قوي هزم الإرهاب فعلا بنسبة 100 % بحلول عام 2019 .. وفاهمين كويس ان الجولاني رجلكم حتى لما دلوقتي إسرائيل بأمر أمريكا بتضرب فيه ، لأن الجولاني بقا كارت محروق وهي مسأله وقت ويتم التخلص منه ، الغرض كان إسقاط سوريا وبعدها الجولاني مجرد محلل إخواني وتسليمه دمشق للصهاينة وعودته لإدلب وحلب عشان ينقلب بتكليف أمريكي على تركيا ويبدأ يرازي فيها مسالة وقت.

سادساً : رغم أنه أمريكا ممكن تنفذ التهجير عبر البحر بعيد عن مصر ولا حتى عن طريق الجو ولكن الغرض مش التهجير .. الغرض ضرب مصر بالتهجير.

مش هيبقا تهجير من البحر ولا الجو ولا للسودان والصومال وسوريا الجولاني والبانيا واندونيسيا وماليزيا .. كل دول ممكن ياخدوا كام ألف بالكتير ولكن الغرض تفجير القضية الفلسطينية في وش مصر .. الغرض نكسة جديدة في وش مصر.

عشان كدا الرئيس السيسي من كام شهر قال ان المنطقة تعيش أجواء نكسة يونيو 67 ولكن مصر قادرة تتجاوز التحديات المرة دي.

الغرض تركيع وتصفية التجربة المصرية اللى بدأت من 2013 

كان لازم تفضل في بيت الطاعة الأمريكي ويحكمك مرسي وبديع والشاطر وأبو إسماعيل لحد ما مرشد إيران يببيعك في صفقة جبهة إسناد ولا وحدة ساحات زي ما باع كل الأنظمة والميلشيات الإسلامية في المنطقة.

او يتم تصنيفك دولة راعية للإرهاب او دولة مارقة وتبدأ برضوا اللعبة ضدك.

ولكن عودة الحكم الوطني عقب ثورة 30 يونيو 2013 أبطل الحجة.

سابعاً : أيه المطلوب طيب ؟

زي ما قلنا من كام سنة .. السنوات دي عايزة المواطن الهادئ الراسي العاقل التقيل مش المطيور اللى كلمة توديه وكلمة تجيبه وترند يحركه وتنظيم الشمامين القدامي والجدد وعبده مشتاق وغلمان المؤامرة يعملوا منه اولتراسات لتصفية الحسابات مع الوطن.

الاصطفاف الوطني مش تطبيل ولا تعريض ولا شغل امنجية دا فرض عين. دا الجهاد الوطني .. دا قدر الرجال .. دى وقفة الجدعان والشجعان .. كل واحد يخدم بقدر ما يقدر من موقعه .. البلد دي بلد مؤسسات .. فيها رئيس برتبة مشير ويتولي مهام القائد الأعلى للقوات المسلحة .. وفيها جيش وشرطة ومخابرات .. هما أدري واعلم بالكواليس .. وانا دوري ايه ؟

الجبهة الشعبية .. إني ابقا ظهير شعبي للدولة والبلد .. أنه أبقى في ضهر بلدي ورئيسي وجيشي عشان إحنا قدام أزمة غير مسبوقة من سنة 1840 لما الغرب كله ساب اللى فى ايده وقرر يفرمل إستقرار مصر.

مصر لا ينفع يتعمل معاها ثورة ملونة ولا مشجرة ، ولا ميلشيات ولا جولاني ولا زرقاوي ولا اى حاجة طول ما إحنا فايقين وايد واحدة .. انما نتشرذم وكل واحد فاكر نفسه عنده جزء من الحقيقة والمنطق يبقا ولا اجدعها جيش يقدر يحارب بدون ما شعبه يبقا في ضهره.

اوعا تبقا خنجر في ضهر بلدك .. سيف في ضهر جيشك .. إحنا في معركة أرض وعرض وكرامة وشرف ووجود واديك شايف لايف 24 ساعة اللى بيحصل في سوريا والعراق وفلسطين ولبنان واليمن وأوكرانيا وأفغانستان وكل دولة الغرب اتفق يفجرها عشان يتسلي على مواردها البشرية والطبيعية.

والأهم الثبات الانفعالي .. الخوف والقلق مش مطلوب مطلقاً .. لا يليق بنا ان نقلق.

حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها العظيم عبدالفتاح السيسي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!