✍️ يوحنا عزمي
بدأت المؤشرات تتزايد يوماً بعد يوم أن مفاوضات سلطنة عمان القادمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران قد تكون الفرصة الأخيرة ، وربما الأخيرة جداً ، أمام طهران لتفادي المصير الأسود الذي يلوح في الأفق.
لقاء نتنياهو المفاجئ مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام من انطلاق هذه المحادثات ، ليس مجرد زيارة بروتوكولية ولا مشاورات سياسية عادية ، بل هو ـ كما أراه ـ آخر اجتماع غرفة عمليات قبل صدور القرار الأخطر : الحرب أو الاستسلام.
لقد بات واضحاً أن إدارة ترامب ـ وبالتنسيق مع إسرائيل ـ ذاهبة إلى مفاوضات عمان ليس لتقديم عروض ، بل لفرض شروط واملاءات قسرية تحت وطأة التهديد والوعيد ، فإما أن تقبل إيران بتفكيك برنامجها النووي والصاروخي كاملاً وإلى الأبد ، أو لتستعد لمواجهة سيناريو جحيمي لم تشهده المنطقة من قبل.
ماذا لو رفضت إيران الشروط الأمريكية ؟
في تقديري .. سيكون المشهد التالي مباشرة هو اشتعال كل جبهات الشرق الأوسط في حرب مفتوحة ، لن تبقى ولن تذر.
خريطة الرد الإيراني المتوقع
أولاً : حزب الله : رأس الحربة في الشمال
سيتحول جنوب لبنان إلى منصة صواريخ ضخمة موجهة نحو قلب إسرائيل ، حيث ستسقط آلاف القذائف على تل أبيب وحيفا ومطار بن جوريون ، بالإضافة لاستهداف حقول الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط.
ثانياً : الحوثيون : خنجر إيران في الجنوب
ستشتعل جبهات الخليج من اليمن إلى الإمارات والسعودية مع محاولات لإغلاق مضيق باب المندب وتهديد الملاحة العالمية.
ثالثاً : العراق وسوريا : فوضى الساحة المفتوحة
ستضرب القواعد الأمريكية في العراق وسوريا بعنف ، وستشهد المنطقة عمليات نوعية ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
رابعاً : إيران نفسها : انتحار نووي بطيء
إذا شعرت إيران بقرب السقوط ، لن تتردد في تدمير منشآتها النفطية وموانئها ، وربما تلجأ إلى هجمات إلكترونية مدمرة ضد البنية التحتية الأمريكية والإسرائيلية.
النتيجة المتوقعة لهذا السيناريو ؟
المنطقة ستتحول إلى كتلة من اللهب والانفجار المستمر.
– الاقتصاد العالمي سيدفع ثمناً باهظاً بسبب النفط والممرات البحرية المغلقة.
– إسرائيل ستخوض أخطر حرب وجودية منذ 1948.
– الولايات المتحدة قد تنتصر عسكرياً .. لكنها ستنزف اقتصادياً وعسكرياً لأعوام طويلة.
خلاصة المشهد : إيران قد تُهزم في النهاية .. لكنها ـ بكل تأكيد لن تسقط وحدها ، بل ستسقط ومعها الشرق الأوسط كله يشتعل من الخليج إلى المتوسط.
تقديري الشخصي بناءاً على المعطيات
1. الحرب ليست الخيار الأول لكنها مطروحة بقوة
ترامب لن يتسرع لحرب شاملة إلا لو إيران ارتكبت خطأ استراتيجي كبير (ضرب إسرائيل ، ضرب الخليج ، أو إغلاق مضيق هرمز ).
هو يفضل “القتل البطيء” عبر العقوبات وتفجير الداخل الإيراني اقتصادياً واجتماعياً.
2. السيناريو الأقرب : فشل مفاوضات عمان = عقوبات أمريكية خانقة غير مسبوقة.
ربما تنفيذ ضربات جراحية على منشآت نووية وصاروخية محددة في إيران.
تحريك إسرائيل للقيام بعمليات نوعية كذراع منفذ للضربات لرفع الضغط.
3. متى تتحول لضربة شاملة ؟
– لو إيران ردت بضربات صاروخية على إسرائيل أو دول الخليج.
– لو بدأت إيران في تسريع تخصيب اليورانيوم بمعدلات خطيرة.
– لو أغلق الحرس الثوري مضيق هرمز فعلياً.
خلاصة رأيي : ترامب يلعب لعبة الضغط الأقصى وليس الحرب السريعة.
لكن لو فشلت مفاوضات عمان وواصلت إيران العناد مع خطوات تصعيدية ميدانية .. فساعتها سنرى حرباً خاطفة ومدمرة لكنها محدودة ( على غرار حرب العراق على منشآت صدام النووية).
توقعاتي لعنوان المشهد القادم
“إما قبول إيران للشروط الأمريكية مذلة أو العبور فوقها بالجحيم”.