ابداعات

أنا الغريب أم أنت

 

محمد الشحات

 

بحثوا عن الوجدان في الطبيعة؛ لتخرج الكلمات منشدة من الأفئدة، وأي وجدان أحتاجه أنا سوى عينيكِ، عين تعاهد قلمي راقصًا، أن يكون أسيرًا طاربًا لملمحك الملائكي، جف قلمي، خدشت في أعماقي ثقبًا؛ فتناثرت دمائي كمدادًا للحبر، دماء صرخت بتناغم، كأن العازف على السمفونية يرى أمامه ملكةً خُلقت من سحاب النجوم؛ فتناغم عزفه، كأنه فقط ينادي: انا العاشق؛ فأجيبيني، أنا السكران؛ فأعيديني.

 

 ألست أغار عليك؟ بلى أغار حتى من الهواء المحتضن رئتيك، أسمع صوته مختالًا بتدفقه في أعماقك، أتظني قلبك نابضًا؟ لا و ربُ القلم، يهتز قلبك مبتهجًا، أنه جار لضلوع صدرك، كأن صدى قلبك يصيح مطربًا باسمك، أغار من ذرات الهيموجلوبين الحاملة للهواء لفؤادك، هواء يداعب شفتاكِ، فكيف لا أغار؟ كيف لا أذوب؟

 

سمعت ذرة هواء تغتابك مع صديقتها، سمعتها تتحدث عن بريقك، حديثك، ابتسامتك تحت قطرات ندى السماء، أخبرتها أن ترسل لك شطرًا من الغزل، يا ريفانتي، خذي الفؤاد، تنفسي فيه؛ لتحيه، فؤاد توقف عن النبض في ظلمات خريف فقدانك، لا تدعيه بين الأحبار يدمع.

 

 ربيع أهواك فيه كالمتخبط المجنون عقله، وخريف لا أعهدك فيه كالغريب، بحقك من أنت؟ لمعان عينيك جهلته، عهدت صدى صوتك عسل مصفى، لما الآن لا أسمعه كأنه غصة للفؤاد، من أنت؟ بحقك من أنت؟

يا حبيب الفؤاد، للقلم لك مغرد، أ أنساك؟ لا أريد، عقلي فقد الرشاد، ذهبي أنت وغيرك تراب.

 

إن نسيتك، فأعلمي أن روحي امتزجت بغبار من بركان الفؤاد، غبار كتم أنفاسي، وماتت أرواحي، وباتت روح صائحة، لا أعهدك، ولكني في مأمن بجوارك أنت.

 

لي عتاب، يا قاضي الطبيعة، لي غصة، لي مظلمة، لما لا أعهدك؟ أ أنا الغريب أم أنت؟ إن كانت رياح فؤادي نسيمًا عجزت عن اهتزاز أوراق فؤادكِ؛ فأعلمي أن روحي أصابتها منيةُ، وعلق اسمك في الفؤاد، لما لا أعهدك؟ أجيبيني، أ أنا الغريب أم أنت؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!