✍️ يوحنا عزمي
واشنطن – في تطور لافت ، خرج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أمس بتصريحات حادة اعتبرها مراقبون أقرب إلى تحميله المسؤولية لنفسه ، في ظل موقفه المتناقض بشأن تعامل روسيا مع الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأوكرانية.
وقال ترامب إنه لم يعد واثقاً من رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التوصل إلى تسوية سلمية ، مشيراً إلى أنه إذا ثبت له غياب النية الحقيقية لدى الكرملين ، فإنه سيتخلى عن المسار الدبلوماسي لصالح استخدام أدوات ضغط أكثر صرامة ، تشمل تشديد العقوبات الاقتصادية وتوسيع نطاق الحصار المفروض على موسكو. وهي ذات الأدوات التي لطالما انتقد بها إدارة بايدن متهماً إياها بالمساهمة في تعقيد الأزمة واستمرار الحرب.
ورغم تصعيده ، تجاهل ترامب حقيقة أن روسيا لم تعد تتعامل مع التهديدات الأميركية بنفس القدر من القلق. فموسكو ، وعلى لسان بوتين نفسه ، ردت سريعاً مؤكدة أن العقوبات لم تعد تؤثر على الاقتصاد الروسي كما كان يُعتقد ، بل إن البلاد تمكنت من تحقيق استقرار اقتصادي ملحوظ رغم الضغوط الغربية.
وفي تصريحاته الأخيرة ، شدد بوتين على أن أي تسوية نهائية للأزمة لن تكون ممكنة إلا بضمانات مكتوبة من الغرب ، أبرزها وقف تمدد حلف شمال الأطلسي باتجاه الحدود الروسية ، ومنع انضمام أوكرانيا إليه ، بالإضافة إلى تعهد كييف بكف اضطهاد المواطنين الناطقين بالروسية، والتصدي لنشاط الحركات المتطرفة ذات الطابع النازي داخل البلاد.
من جانبه ، حذر نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديمتري ميدفيديف ، من مغبة الاستخفاف بروسيا ، قائلاً إن لغة التهديد والإنذار التي يستخدمها ترامب قد تدفع العالم إلى حافة حرب نووية شاملة ، مشدداً على أن موسكو لا ترضخ للإملاءات.
وفي ختام المشهد ، يبرز تساؤل كبير حول جدوى التصريحات النارية التي يطلقها ترامب في هذه المرحلة. فبدلاً من تعزيز الجهود الدبلوماسية ، يبدو أنها تعكس نمط “الدبلوماسية الاستعراضية” التي باتت سمة لخطابه السياسي ، والتي تفتقر ، وفق خبراء ، إلى الحكمة والخبرة والتركيز على جوهر الأزمة ، لصالح رغبة واضحة في كسب الأضواء وفرض الهيبة … وهي دبلوماسية كثيراً ما تأتي بنتائج معاكسة.