مقالات

هل تبدأ إسرائيل حربها الكبرى على لبنان بعد ضربة طهران الصاروخية؟

✍️ يوحنا عزمي 

في اللحظة التي دوت فيها صافرات الإنذار في تل أبيب للمرة الأولى منذ سنوات ، معلنة سقوط صواريخ إيرانية مباشرة على قلب الدولة العبرية ، تغير ميزان الحرب في الشرق الأوسط كله. 

لم يعد الأمر مجرد تبادل رسائل بين طهران وتل أبيب. إسرائيل تعتبر نفسها الآن “مصابة في كبريائها الاستراتيجي”، ومعها بات القرار العسكري جاهزاً على طاولة الحرب : لبنان الهدف القادم.

كل المؤشرات الواردة من تل أبيب تفيد بأن الجيش الإسرائيلي وضع اللمسات الأخيرة على خطة عسكرية شاملة ضد حزب الله ستبدأ – وفق تقديرات مراكز الأبحاث الغربية – خلال أيام إن لم يكن خلال ساعات. فالضاحية الجنوبية لبيروت ، معاقل الحزب في البقاع، ومخازن الصواريخ الدقيقة في الجنوب باتت كلها ضمن بنك أهداف محدث ، لا ينتظر إلا الضوء الأخضر السياسي.

المرحلة الأولى من هذه العملية لن تكون محدودة كالمرات السابقة بل ستشهد ضربات جوية وصاروخية “موجعة وغير مسبوقة”، هدفها شل قيادة الحزب ، تعطيل منظومات اتصالاته ، وتدمير صواريخه الدقيقة التي راكمها على مدى 17 عاماً منذ آخر مواجهة شاملة عام 2006. الضاحية الجنوبية ، بعلبك ، النبطية ، والحدود الجنوبية كلها ستكون ساحات قصف متواصل بطائرات F-35 وصواريخ أرض-أرض بعيدة المدى.

لكن الأخطر – حسب الخبراء – هو احتمال توغل بري لوحدات النخبة الإسرائيلية لمسافة محدودة داخل الجنوب اللبناني ، ربما 5 إلى 10 كيلومترات ، لتدمير أنفاق هجومية ومخازن صواريخ مدفونة تحت الأرض. هذا السيناريو محفوف بالمخاطر ، فقد يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى بأعداد كبيرة في صفوف الجنود الإسرائيليين ، خاصة إذا استخدم حزب الله وحداته الخاصة “الرضوان” المدربة على القتال من الأنفاق والتحصينات الجبلية.

في المقابل، لا ينوي الحزب الصمت. تشير التقديرات إلى أنه سيرد بصواريخ فاتح وزلزال إيرانية الصنع تصل إلى تل أبيب، وربما أبعد منها نحو مطار بن غوريون ومرفأ حيفا. مع كل صاروخ يسقط، سيتذكر الإسرائيليون أن حزب الله ليس مجرد مليشيا حدودية، بل ذراع عسكري كامل لإيران قادر على شل العمق الإسرائيلي لأيام وربما أسابيع.

التصعيد قد لا يتوقف هنا. مصادر إقليمية تتحدث عن استعدادات لفتح جبهات متزامنة من سوريا وغزة والعراق واليمن ، لتحويل المعركة إلى “حرب استنزاف إقليمية” تطال القواعد الأمريكية في الخليج ، حركة الملاحة في مضيق هرمز وباب المندب ، وأسواق الطاقة العالمية.

واشنطن بدأت بالفعل اتصالات مكثفة لفرملة اندفاعة تل أبيب، خوفاً من انفجار شامل يصعب احتواؤه .. لكن يبدو أن قرار الحرب صار أكبر من قدرة السياسيين على منعه. إسرائيل تريد هذه المرة “قصم ظهر” حزب الله، لا مجرد ردع مؤقت. ولبنان – الذي يرزح تحت أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه – قد يدفع الثمن الأغلى.

المعادلة خطيرة : حرب واسعة تلوح في الأفق ، لا يملك أحد رفاهية إيقافها بسهولة … إلا إذا انهارت كل الحسابات خلال الساعات القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!