مقالات

هل يمكن أن تتأثر مصر إذا ضُرب مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل؟

✍️ يوحنا عزمي 

في ظل التصعيد المتسارع بين إيران وإسرائيل ، وتزايد التهديدات بضرب المنشآت النووية، يبرز سؤال جوهري يهم كل مواطن مصري: هل يمكن أن تتأثر مصر في حال تم استهداف مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي؟ وما حجم هذا التأثير؟

أولاً : الموقع الجغرافي لمفاعل ديمونا

مفاعل ديمونا يقع في صحراء النقب ، جنوب إسرائيل، على مسافة تقارب 90 كم فقط من الحدود المصرية في سيناء. هذه المسافة القريبة جداً تجعل مصر – وخاصة مناطق شمال سيناء – في مرمى أي تلوث إشعاعي محتمل ناتج عن تسرب نووي أو انفجار ضخم
في هذا المفاعل.

ثانياً : اتجاه الرياح عامل حاسم

حجم التأثير على الأراضي المصرية لن يعتمد فقط على حجم الانفجار أو مدى دمار المفاعل، بل بشكل رئيسي على اتجاه الرياح في وقت الحادث. فلو هبت الرياح شرقاً أو شمالًا (نحو الأردن أو البحر الميت)، قد تنجو مصر من أي تأثير يُذكر. أما إذا كانت الرياح تتجه غرباً أو جنوب غرب ، فإن أول منطقة ستتعرض للخطر هي شمال سيناء ، وبالأخص العريش ورفح والشيخ زويد.

ثالثاً : نطاق التأثير المحتمل

في أسوأ السيناريوهات – تدمير قلب المفاعل وتسرب كمية ضخمة من المواد المشعة – قد يمتد الخطر ليشمل:

ـ شمال سيناء بالكامل.

ـ منطقة قناة السويس (السويس ، الإسماعيلية ، وربما بورسعيد).

ـ وعلى مدى أبعد ، قد يصل أثر محدود للإشعاع إلى مناطق في شرق الدلتا مثل الشرقية والدقهلية ، خاصة إذا استمرت الرياح في دفع الغبار النووي غرباً.

لكن من غير المتوقع ـ بحسب التجارب الدولية ـ أن يصل التأثير الخطير إلى القاهرة أو الدلتا بتركيز مقلق، ما لم تحدث كارثة نووية شاملة كتلك التي حدثت في تشرنوبل (1986).

رابعاً : الإجراءات المتوقعة من الدولة المصرية

في حال وقوع حادث كهذا ، من الطبيعي أن تقوم أجهزة الدولة المصرية بعدة خطوات عاجلة ، منها :

ـ إعلان حالة الطوارئ في شمال سيناء.

ـ قياس مستويات الإشعاع على مدار الساعة.

ـ توزيع أقراص اليود على المواطنين لتقليل امتصاص الغدة الدرقية للمواد المشعة.

ـ احتمال إجلاء سكان بعض المناطق الحدودية مؤقتاً.

خامساً : دروس من الكوارث النووية السابقة

تجربة العالم مع كوارث مثل تشرنوبل وفوكوشيما تُشير إلى أن التأثير قد لا يكون فقط على البشر ، بل قد يتسبب أيضًا في :

ـ تلوث مصادر المياه الجوفية.

ـ تلف مساحات من الأراضي الزراعية.

ـ خسائر اقتصادية في السياحة ، خاصة في سيناء.

رغم أن مصر ليست طرفاً مباشراً في هذا الصراع ، إلا أن قرب مفاعل ديمونا الجغرافي يجعلها عرضة لخطر محتمل في حال وقوع هجوم مدمر عليه. التأثر يتوقف بالكامل على حجم الضرر الذي سيلحق بالمفاعل، واتجاه الرياح خلال الساعات التالية للحادث.

ومع تزايد احتمالات الحرب الشاملة في المنطقة ، يبقى التحذير ضرورياً لكل من صانع القرار والمواطن، فالكوارث النووية لا تعترف بالحدود السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!