بقلم_يارا فيصل
جلستُ والخوف بعيني، أتأمل فنجاني المقلوب، ماذا تقول لي، فهل الحب عليّ هو المكتوب؟ أم هناك شيء آخر، أصبحت أتمعن النظر بشدة، ألهث، أفركُ في يدي من شدة التوتر، وهي صامتة لا تتفوه بحرف، ولكنها تحدق بفنجاني، وكأنها ترى أمورًا بل صراعات داخل هذا الكوب.
وأنا أنتظر أن تقول لي أي شيء، وبعد خلسة من الصمت، مدت يدها لتعطيني ذاك الفنجان، الذى أبليته نظراتها، وقالت لي: إقرأ فنجانك وتمعن، وأخبرني ماذا ترى؟ أخبرني وكأن هذا الفنجان لشخص آخر، وأنا في دهشة مما يحدث، أمسكتُ به ويدي ترتعش، لا أعي أى شيء، أيقلبُ فنجاني لشخص آخر؟.
أمسكت به، وأصبحت أنظر إليه بشدة؛ لأعلم لماذا كانت في حيرة، وعندما رأيته أدركت ما بها، وأخذت أخبر رفيقي عما بداخل فنجانه، قلتُ: يا ولدي لا تحزن، الحب عليك هو المكتوب، أوله ألحان وورود، ولكن في هذه الدنيا سترى الكثير من العقبات، فإن كنت جديرًا بهذا الحب يا ولدي، ستنثر الود في كل مكان، تصبح تلمع كالعنقود، ولكن كُن حريصًا أن تكون ضحية لذاك الحب إن كان زائفًا، فأنا أرى أنك ستعشق فتاة تكون هي لحنك الجميل في هذه الدنيا، ولكنني خائفة أيضًا مما أراه، فالعنقود اللامع سينقطع ويفقد حباته، وينطفيء بريقه، كن على حذر مما سيحدث، ولا تسلم قلبك كنفًا لشخص قد يغرس خنجره في ذاك القلب ويتركه ينذف.
فالحب جميل، و معانيه أجمل، ومعايشة هذه المعاني قد تجعلك تصل إلى حد السماء، ولكن في هذه الظروف ومع أشخاص زائفين لا يقدرون قيمة الحب، ستنزل على الأرض وقلبك مُنفطر.
ولكن الحقيقة في كل ذلك أنّ الحب عليك هو المكتوب.