ندى أحمد
عاشت منذ صغرها تسمح للبعض بحديثهم المؤلم أن يسيطروا عليها ويسلبوا منها أبسط حقوقها رُبما كانت سبب في ذلك سبب في أذى نفسها إلي أن أذت الآخرين دون أن تشعُر، مرت بسنوات جعلت منها شخصًا آخر لا تستطيع أن تحدد بداية الألم ولا تتذكر ما الذي حدث وجاء بها إلي تلك النقطة التي تشعرها بالذنب و لم تتعافى منها.
كانت تتمنى الموت من كثرة ما رأت من حالات إنتحار وتسأل نفسها إلي أي مدى عانوا ليجعلوا من أنفسهم قصة تُروى بعد موتهم؟! وظنت أن من ينتحر شجاع نظرًا لِجُبنها في عدم أخذ الخطوة وحمدًا لله أنها لم تُؤخذ كان بداخلها إيمان بأن القادم أفضل ولو بقليل.
تعثرت كثيرًا و حاولت أن تقوم و تعثرت مرة أخرى وبكت بحرقة لأنها تمنت لو كان ماضيها ليس سيئًا لتلك الدرجة لكنها تعلمت أن الندم لن يجدي نفعًا ولابد أن تغير من نفسها و يكفي ضياع السنوات الماضية لذا أخذت عهد أن تحب ذاتها ” *كونها هي بطلة حياتها* ” وتكون الأروع في كل شيء و تحقق ما ترغب به ولا تقف في مكانها حتى إذا كان تقدمها بسيط لكنها واثقة بأنها إذا أرادت شيء ستحارب من أجله بأقصى ما لديها وستنجح طالما هو خير ومقدر لها حدوثه.
الآن هي واقفة على خشبة المسرح لتستلم جائزتها بعد النجاح الكبير التي حققته بعملها الجاد وترتسم على ثغرها ابتسامة واسعة إلي أن لمحت أحد تعرفه جيدًا ليتضح أنها نسختها القديمة تُصفق لها بكل فخر و تنظر بعينيها إلي تلك الواقفة أمامها وكأنها تقول: و أخيرًا أنتِ في مكانك الصحيح.
لحظة درامية رُبما من نسج خيالها لكنها تتمنى حدوثها حقًا وقتها بالتأكيد ستشعُر بسعادة لا تتقارن بها مع أحد.