ابداعات

لا نحتاج!

إيمان عتمان

 

مَنْ قال أننا كبرنا ولا نحتاج العطف؟ 

 

ـ هذا السؤال يدور داخل رأسي منذ أنْ بلغت عامي الخامس والعشرين، أسأل نفسي يوميًا… مَنْ قال أنَّ الكبير لا يحتاج الاحتضان أو أنّ يُربت أحدًا علىٰ كتفِه! 

مَنْ قال أننا نستطيع مداومة العيش بِقوة وصلابة دون أنْ نحزن! 

أيّ شرعٍ أو عقيدةٍ تقول أن الكبار لا يحزنون! -اللعنة علىٰ هذا التفكير- 

 

أنا شابٌ في منتصف العشرينات، أبكي كل ليلةٍ فوق فِراشي، أحتضن نفسي بـ نفسي لأنَّ أبي قال أنني كبير بِالشكل الكافي ولا أحتاج الدفء بعد اليوم، وأنا لم أشعر بهذا الدفء طوال عمري. 

 

أبكي خلال سَيري في الطرقات، أبكي من نظرة اللئيم ومن نبرة الفَظ الغليظ، أبكي من حنية الأباء علىٰ ابناءهم أمام عيني.

 لكني -في النهاية- لا أطلب العطف… أستعين بالبكاء للتعبير عن مدىٰ حاجتي.

 

لذلك أصرخ بِصوت قلبي الممزق، الحنية لا تحتاج عمر معين، العطف واللين لا يُقدم فقط للأطفال، الجميع يُريدون أن يحظوا بالمحبةِ والشفقة، يلهثون لـ نيّل القليل من الكلمات المشجعة حتىٰ يقدمون أفضل ما عندهم، وأنا من ضمن الجميع أحتاج، شابٌ في منتصفِ العشرينات يريد أنْ يحنو عليه أبيه، يبحث عن الأمان بِضوء الشمعة.

 

لذلك تنطق عينايّ وتقول:

كل التعابير التي تبعث الدفء أُريدها قولًا وفعلًا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!