مقالات

هل ستحارب إسرائيل مصر ؟

✍️ يوحنا عزمي

إسرائيل لا تجرؤ على استفزاز مصر عسكريا لأنها تعلم أن فى ذلك فنائها ..

انتشرت على صفحات التواصل كلمات حمقاء ان الدور القادم على مصر ! يعنون بها ان العدوان الإسرائيلى القادم بعد لبنان سيكون على مصر ..

ولنطرح ذلك فى صورة أسئلة لنصل باجابتها إلى الحقيقة

هل ستحارب إسرائيل مصر ؟

هل إسرائيل مستعدة لأن تحارب مصر ؟

هل تمتلك إسرائيل القدرة على قتال مصر ؟

للإجابة على تلك الاسئلة علينا ان نرجع إلى اكتوبر ١٩٧٣

ومصر فى أضعف حالاتها ، سيناء بأكملها محتله وقناة السويس مغلقه ومصر حرمت من دخلها من القناة ومن ثرواتها فى سيناء ومن حقول بترول خليج السويس ، والاقتصاد المصرى افلس وانهار فعليا فكل مصانع مصر أغلقت بعد ان وجهت مصر كل قدراتها للاستعداد للحرب.

سكان مدن القناة مُهجرين داخل مصر يشكلون عبئا ماليا على الدوله وعبئا اجتماعياً على الشعب.

اختفت السلع من مصر وأصبح الشعب مطالب بتحمل معاناه فوق طاقه البشر ، ربات البيوت أجبرت على صنع الصابون فى البيوت.

الجيش المصرى أغلب أسلحته من بقايا الحرب العالميه الثانيه علاقه مصر بالاتحاد السوفيتى حليفها الدولى فى أسوأ حالاتها بعد طرد الخبراء الروس من مصر احتجاجا على رفض الإتحاد السوفيتى إمداد مصر بأسلحة حديثه تمكنها من تحرير أرضها. 

كانت مصر تقف وحدها فى وجه إسرائيل وامريكا بكل   ما تعنيه الكلمه من معنى .

على الجانب الاخر ، إسرائيل فى اقوى حالاتها تحتل سيناء بأكملها فأصبحت المدن الإسرائيلية خارج مرمى أسلحة الجيش المصرى بينما كل مدن وقرى مصر فى مرمى الطيران الإسرائيلى.

جيشها يتمتع بتفوق عسكرى ساحق على الجيش المصرى ويمتلك اقوى واحدث الأسلحة فى العالم.

الجيش الإسرائيلى يتحصن داخل خط بارليف اقوى خط دفاع عسكرى فى العالم وتفصله عن الجيش المصرى قناة السويس أصعب مانع مائي فى العالم .

اقتصاد إسرائيل قوى جدا بفضل الدعم الصهيونى والأمريكي والأهم ان مصر عدو إسرائيل الرئيسى        فى أضعف حالاتها.

واشرقت شمس السادس من أكتوبر ١٩٧٣ وفى الساعه الثانيه عبرت الطائرات المصريه قناة السويس لتعلن بدايه الحرب .

سأكتفي بالحديث عن عنصر واحد فى تلك الحرب وهو قصف المدفعيه المصريه لإسرائيل ، فى الساعه الثانية وخمس دقائق بدأ التمهيد النيرانى للمدفعيه المصريه التى قامت بقصف القوات الإسرائيلية ب ١٠٥٠٠ دانه مدفعيه فى الدقيقة بمعدل ١٧٥ دانه فى الثانيه الواحدة لمدة عشرين دقيقه قامت خلالهم المدفعيه المصريه بقصف القوات الإسرائيلية بثلاثه مليون كيلو جرام من المواد الشديدة الإنفجار .

يعنى هذا ان الجيش المصرى تمكن بأسلحة من بقايا الحرب العالميه الثانيه من قصف إسرائيل بثلاثة مليون كيلو جرام من المواد الشديدة الإنفجار فى خلال عشرين دقيقه فقط .

اليوم مصر عضو مهم فى تجمع بريكس الذى يضم الصين وروسيا ومصر عضو مهم فى طريق الحرير الصينى ومصر أعادت قوة علاقتها بدول أفريقيا ، مصر أصبحت بفضل الله احد مراكز القوة فى العالم .

والأهم الجيش المصرى يمتلك ترسانه من أقوى وأحدث الأسلحة فى العالم قللت جدا من فارق القوة بينه وبين الجيش الإسرائيلى للمرة الأولى فى تاريخ الصراع .

الأهم فى حرب اكتوبر كانت سيناء بعمقها بأكمله الذى يبلغ ٢١٠ كيلو متر تفصل بين القوة النيرانية للجيش المصرى والمدن والمستعمرات الإسرائيلية .

اليوم بتواجد الجيش المصرى فى سيناء فى خلال دقائق ستكون المدفعيه المصريه على خط الحدود مع إسرائيل وهو ما سيجعل إسرائيل كلها وصولا لجنوب لبنان فى مرمى مدفعيه الجيش المصرى ، وجعل سماء إسرائيل كلها فى مرمى الدفاع الجوى المصرى يعنى اى طائرة تقلع من اى مطار إسرائيلى يمكن اسقاطها فوق المطار الذى اقلعت منه ، هذا إذا تمكنت من الإقلاع لأن كل مطارات إسرائيل فى مرمى المدفعيه المصريه.

فى العلوم الإستراتيجية الحرب أحد طرق القيادة لإدارة الصراع ولكنها ليست الطريق الوحيد وليست كل الطرق .

فهناك طرق أخرى لدى القيادات لإدارة الصراع .

ومصر تمتلك الكثير لتدير به الصراع ضد إسرائيل وامريكا

كان هناك هدف استراتيجى خطير جدا تمكنت مصر من تحقيقه بانتصارها العسكرى العبقرى فى حرب اكتوبر ١٩٧٣ وهو تدمير نظريه الأمن الإسرائيلى ( العوامل التى تضمن أمن إسرائيل عند توفرها ) أثبتت مصر فشلها وهو ما يعنى ان إسرائيل لا تعرف كيف تحمى نفسها فى حاله الحرب ضد مصر .

وهو وضع استراتيجى كارثى لإسرائيل ، أنها لا تمتلك نظريه أمن تضمن بها أمنها فى مواجهة مصر .

ففى حاله تهديد مصر بشن حرب ضد إسرائيل مجرد تهديد ستجد امريكا نفسها مجبره على حشد كل اساطيلها فى العالم فى منطقه الشرق الأوسط إذا أرادت ضمان أمن إسرائيل وهو موقف يخل بالأمن القومى الأمريكى .

وتجد أمريكا نفسها مجبره على تسخير نصف ميزانيتها لخدمه إسرائيل ودعمها اذا أرادت ضمان أمن إسرائيل  فى مرحله تعانى فيها امريكا كوارث اقتصاديه تهدد إستقرار امريكا نفسه .

فلو أطلقت المدفعيه المصريه نيرانها من سيناء لن تتمكن كل صواريخ أمريكا وطائراتها من إنقاذ إسرائيل. 

فالمسافه إلى المواقع والأهداف الإسرائيلية فى كل إسرائيل ستقطعها دانات المدفعيه المصريه فى دقائق قليله ولن تتمكن اى قوة مهما كانت سرعتها من إنقاذ إسرائيل .

لهذا ستجد إسرائيل نفسها مجبره على استمرار حشد كامل جيشها فى مواجهة مصر رغم انهم اول من يعلم   أن كل مناطق حشد ذلك الجيش ستكون فى بنك أهداف المدفعيه المصريه .

 وعمليه الحشد طبعا عبىء عسكرى واقتصادى خطير    لن تتحمله اسرائيل .. والأخطر ان الشعب الإسرائيلى والمواطن الإسرائيلى لن يتحمل ذلك العبىء النفسى .

فمنذ توقيع إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل والمواطن الإسرائيلى يعيش فى سلام حقيقى فدولته اقوى من كل من يتخذونها عدو وتقوم بسحقهم فعلا .

والعدو الوحيد الذى يشكل خطر على دولته مصر وجيشها عقدوا معها اتفاقيه سلام .

معنى توتر العلاقه بين مصر وإسرائيل والوصول إلى مرحلة التهديد بالحرب ان الجيش المصرى عاد ليشكل خطرا على إسرائيل .. وهو وضع كارثى واسوأ كابوس يمكن أن تواجهه إسرائيل ، ان تستيقظ إسرائيل فى الصباح لتجد على حدودها الجنوبية ( الأرقام ليست حقيقية هى فقط لتقريب المعنى الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر من ذلك ) مليون مليون مقاتل مصرى.

معهم ثلاثه آلاف دبابه من أحدث واقوى الدبابات فى العالم .

ثلاثه آلاف عربه مدرعه من اقوى واحدث العربات المدرعه فى العالم .

عشرة آلاف مدفع ميدان من اقوى واحدث المدافع فى العالم .

آلاف من راجمات الصواريخ هى الأحدث والأقوى فى العالم .

وتجد عشرات الاسراب من الطائرات المقاتله والقاذفات هى الأحدث والأقوى فى العالم متواجدة فى مطارات سيناء .

وتجد حائط صواريخ الدفاع الجوى المصرى المرعب الشهير قد اصبح على حدودها الجنوبيه وأصبح يغطى  كل إسرائيل وصولا إلى جنوب لبنان .

ولا يوجد قناة سويس تفصل بين هذه القوة الرهيبه وإسرائيل .

 ولا يوجد ساتر ترابى عملاق ولا يوجد خط بارليف .

قولا واحداً إسرائيل لا تجرؤ على استفزاز مصر عسكريا لأنها تعلم أن فى ذلك فنائها .

فلندع القيادة المصريه تدير الموقف بعبقريتها .

وليكن دورنا جميعا أن نعبر بكلماتنا على صفحات التواصل عن دعمنا لكل مواقف وقرارات الرئيس السيسى .

 ليدرك العالم ان السيسى هو إرادة الشعب المصرى ، ذلك اقوى سلاح ندعم به مصر واقوى سلاح تتصدى به مصر لكل المؤامرات ونتصدى لكل الخونه والعملاء الذين ينشرون الإحباط ويسودون الحياه ويبذلون كل جهدهم لإشعال فتنه بين الشعب ودولته.

Related Articles

Back to top button
error: Content is protected !!