بقلم/ نـدى سُليمان
أنت لا تشعر بالفراغ لأنه ليس لديك عمل يشغلك أو دراسة تقضي بها وقتك أو عائلة تملئ سويعات يومك!
الفراغ نابع من قلبك، قلبك خاوٍ؛ مساحة الفراغ بداخله كبيرة، تسلَّلت إلى عقلك صعودًا بعينيك وألتفَّت حولكَ!
الفراغ قد يشعر به شخصٌ يعمل عشر ساعات باليوم ولديه عائلة، وقد يشعُر به طالب يزدحم يومه بالمذاكرة والعلم..
وِحدةٌ نفسيةٌ رُبَّما أو رُبَّما شعور بالإغتراب عن مَن حولَه، محاطٌ بالكثير وداخله أجوف ..
يتَلَوَّى من قسوةِ الوحدة وعالمه يضج بالمحيطين ..
شاردٌ هائمٌ على وجههِ يعد الأيام عدًّا ليصل إلى ضالته، يدفع نفسه دفعًا إلى المُضي ليصل إلى وجهةٌ يهدأ بها ويستقر ويمتلئ قلبه بعد خوائهِ، ويهتدي بعد تيهٍ وضياع ..
ملء الأوقات يُجدي أحيانًا لكن الذي بداخله فاقةٌ تؤلمه لم تمتلئ بجدول المهام!
سيتألم بمجرد ما يفرُغ من عملهِ ودراستهِ، لأنه يَسد فراغه بأمور زائلة، مؤقتة ..
وهذا الفراغ أبى إلَّا أن يكتمل بشيئٍ ثمينٍ باق..
وكأن الله حين وضع قلوبنا في الصدور حذَّرها أن تُبحر في الدنيا وتمتلئ بها، فتكن كالذي يشرب فيزدادَ عطشًا..
وتعهَّدها أن تتوجه إليهِ كلّ يومٍ وكلّ ساعةٍ لتمتلئ بالباقي فتقوىٰ، وتأنس باللطيف فتهدأ، وتُرسل أحلامها إلى السماء ولا تيأس ..
ولا تنصرف وتولي لطريقهِ الأدبار فتفرغ وتضل ولو أمتلكت الدنيا بحذافيرها.
وحينها فراغ قلبك يا صديقي سيمتلئ ..
وضالتك التي تبحث عنها سيجذبها لك صدق يقينك بوجودها، وعالمك الذي ترسمه بدعواتك ستعيشه واقعًا ملموسًا عن قريب ..