مقالات

هل ما حدث بسوريا قابل للتكرار فى مصر ؟

✍️ يوحنا عزمي 

 بصيغة أخرى هل مصر معرضة لخطر السقوط بالسيناريو السورى؟

لنجيب على ذلك علينا ان نتأمل كيف سقطت سوريا ؟

الواقع السورى قبل السقوط :

الجيش السورى فى أضعف حالاته بعد قيام أمريكا وحلف الأطلنطي بتدمير الجانب الأكبر من قواته فى أحداث الربيع العربى عام ٢٠١١ .

بشار لم يستغل السنوات الماضيه فى إعادة بناء الجيش السورى واعتمد على التواجد العسكرى الروسى والإيراني وأنهم سيحمون نظامه واكتفى بذلك .

شمال سوريا سقط جزء كبير منه تحت الإحتلال التركى .

الروس حققوا حلمهم القديم بإنشاء قواعد عسكريه وموانىء عسكريه على ساحل البحر المتوسط ، فاستولوا على جزء من الساحل السورى وانشأوا فيه قواعدهم العسكرية مقابل حمايتهم لبشار ونظامه .

أمريكا احتلت جزء من سوريا واستولت به على حقول البترول السورى .

العصابات الإرهابية التى انشأتها أمريكا وإسرائيل تسيطر على وسط سوريا وهى عصابات مختلفه وليس عصابه واحدة وهو عمل متعمد من أمريكا وإسرائيل. 

الجولان تحت الإحتلال الإسرائيلى منذ عام ١٩٦٧ .

جنوب سوريا المجاور للجولان فى قبضة عصابات إرهابية انشأتها إسرائيل .

بشار ونظامه يحكمون دمشق وحلب ومحيطها وهو جزء صغير جدا من سوريا .

وحول بشار ذلك الجزء إلى أكبر مصنع ووكر لتجارة المخدرات فى العالم حتى أن سوريا اصبح اسمها ( سوريا كبتاجون ) فلم يكن بشار يمتلك ما ينفق به على حرسه وجيشه ودمشق فاحترف صناعه وتجارة المخدرات .

بينما دعم الجماعات الإرهابية يصل إليهم من القواعد الأمريكية فى سوريا ومن تركيا ومن إسرائيل والفضل للجغرافيا والانفاق عليهم وتمويلهم تتولاه أمريكا من ثمن البترول السورى الذى تسرقه. 

كان هذا هو واقع سوريا منذ عام ٢٠١١ إلى ما قبل سقوطها

سقوط سوريا :

عام كامل منذ مسرحيه طوفان الأقصى التى اشعلتها حماس لتوفر لإسرائيل المبرر لتدمير غزة وإجبار أهلها على الهرب خارج فلسطين للقضاء نهائيا على قضية فلسطين والجماعات الإرهابية فى سوريا لكن واضح انها كانت مرحله تجهيز وإعداد وتسليح وتدريب لعمليه تدمير سوريا وانهاء وجودها على الخريطة وإخراجها من التاريخ .

وبأوامر من إسرائيل وأمريكا انطلقت تلك المجموعات الإرهابية التى تم إعدادها وتسليحها بواسطة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية مسلحة بأسلحة خفيفة ومتوسطة هاجمت القرى والمدن السوريه بقوة وكثافة .

وفى تصرف غريب ومريب التزمت القوات الروسيه الصمت ولم تتحرك للدفاع عن النظام السورى .

والتزمت القوات الإيرانية الصمت ولم تتحرك للدفاع عن النظام السورى .

وترك قادة وضباط وجنود الجيش السورى أسلحتهم وانصرفوا ؟

لماذا لم يستخدموها فى القتال ؟

لماذا لم ينسحبوا بها إلى دمشق ؟

لماذا لم يدمروها وتركوها سليمه للجماعات الإرهابية ؟

أتصور ان هناك صفقه تمت بين قادة وضباط الجيش السورى والمخابرات الأمريكية والإسرائيلية الذين يتحكمون فى الجماعات الإرهابية. 

وبشار وأسرته تركوا سوريا وهربوا إلى روسيا التى منحتهم حق اللجوء .

رئيس وزراء سوريا ووزراؤه ظلوا فى بيوتهم وقيامهم بالمشاركة فى مسرحيه تسليم السلطه للإرهابيين يفضح حقيقه ان هناك صفقه تمت بينهم وبين المخابرات الأمريكية والإسرائيلية التى تدير الجماعات الإرهابية بهدف تجميل شكل الجماعات الإرهابية واظهارها بصورة المعارضه الوطنيه تمهيدا لرفعها من قوائم الإرهاب الأمريكية والأوروبية تمهيداً للإعتراف بها كدويلات وحكومات .

الجيش الإسرائيلى قام بتدمير كل قواعد الدفاع الجوى فى سوريا بأكملها وقام بتدمير كل السلاح الجوى السورى بأكمله ودمر كل القواعد والمطارات فى كل أنحاء سوريا ، وقام بتدمير كل قواعد الصواريخ أرض/ أرض السوريه وكل وحدات المدفعية فى سوريا وقام بتدمير كل قواعد ومعسكرات الجيش السورى وكل مخازن السلاح والذخيرة ، وقام بتدمير كل القطع البحريه وكل الأرصفة والموانىء البحريه فى سوريا.

الهدف ألا يسقط اى سلاح ثقيل بيد الجماعات الإرهابية يمكن أن يشكل اى خطر على إسرائيل مستقبلا .

وبذلك تم إلغاء الجيش السورى وإخراجه من التاريخ مع العلم ان كل قادة وضباط وجنود الجيش السورى كانوا قد تركوا وحداتهم وقواعدهم وأسلحتهم ومعداتهم وخلعوا ملابسهم العسكريه وهربوا فى تصرف يؤكد أنهم كانوا قد تحولوا فعلا لعصابه مخدرات ولم يكونوا جيش دولة .. الجميع خان دمشق .

والآن لنرى الواقع المصرى :

الرئيس السيسى منذ تولى حكم مصر دخل فى سباق مع الزمن لتنويع تسليح الجيش المصرى وزيادة تسليحه ورفع مستوى تدريب الجيش الجيش.

والأهم والأخطر رفع نسبه إستكمال الجيش المصرى لتعود إلى ١٠٠% فلا يعلم مصريين كثيرين ان حسنى مبارك قام فى اخر عشر سنوات من حكمه بتخفيض نسبه إستكمال الجيش المصرى إلى ٦٦% ( الوحدة التى يتحتم ان يتواجد بها ١٠٠ مقاتل لتكون قادرة على أداء مهمتها القتاليه أمر مبارك بتخفيض عدد المقاتلين بها ليصبح ٦٦ مقاتل فقط وهو ما يعنى أن هذه الوحدة فقدت قدرتها على القتال وتنفيذ مهمتها المكلفه بها فى خطة الدفاع عن مصر ) وهو تصرف كارثى يشكل جريمة خيانه عظمى للوطن لم يحاكم عليها مبارك .

الرئيس السيسى أمر فور توليه بإعادة نسبه إستكمال الجيش لتصبح ١٠٠% فأصبح الجيش المصرى أحد جيوش العالم التى يتجنب الجميع استفزازها بصورة مباشرة .

نتحدث عن جيش تعداده يتخطى مليون مقاتل وهناك اكثر من خمسه مليون فى خطة الاستدعاء

وهناك ١٠٥ مليون مصرى ينتظرون إشارة من الرئيس السيسى ليصبحوا جنود فى ذلك الجيش فتياتهم ونسائهم يسابقون رجالهم فى ذلك .

وهذا الجيش الجرار يمتلك اكثر من أربعه آلاف دبابه من أقوى وأحدث الدبابات فى العالم .

ويمتلك الآلاف من قطع المدفعيه من أقوى وأحدث المدافع فى العالم .

ويمتلك ترسانه جبارة من راجمات الصواريخ .

 بجانب ترسانه كبيرة من الصواريخ أرض / أرض المتوسطه والبعيدة المدى .

ويمتلك واحد من اقوى وأعقد أنظمة الدفاع الجوى فى العالم .

ويمتلك قوات جويه بها آلاف الطائرات من اقوى واحدث الطائرات فى العالم .

ويمتلك قوات بحريه هى الأقوى فى الشرق الأوسط .

وكل إسرائيل وكل القواعد العسكريه الأمريكيه فى مرمى أسلحة الجيش المصرى .

فأمريكا وإسرائيل يعلمون ان اى صدام عسكرى مباشر مع الجيش المصرى بدون إستخدام السلاح النووى يعنى ان الجيش المصرى سيسحق جيوشهم .

واستخدام السلاح النووى عليه قيود كثيرة تمنعهم من استخدامه ضد مصر اليوم .

وبفضل الله لا يوجد اى متر من أرض مصر تحت الإحتلال الأجنبى .

لا يوجد قواعد عسكريه اجنبيه فى مصر ، مصر تعتمد على جيشها فقط للدفاع عن شعبها وأرضها .

لا يوجد اى جماعات إرهابية منظمة فى مصر اليوم بعد نجاح مصر بفضل الله فى سحق كل الجماعات الإرهابية التى تواجدت فى مصر نتيجة سنوات الفوضى وسنه حكم الإخوان .

تم إغلاق كل الإنفاق التى حفرتها عصابه حماس فأصبح من الصعب جدا أن تقوم إسرائيل وأمريكا بإمداد الإرهابيين من شرق مصر .

غرب مصر الحدود مع ليبيا تم زيادة تأمينها بصورة تجعل من الصعب جدا دفع جماعات إرهابية كبيرة قادرة على التأثير من خلالها وأصبح الممكن دفع عناصر فرديه لكنها غير قادرة على التأثير والخط الأحمر المصرى موجود وهناك تواجد مصرى قادر على رصد اى تجمع إرهابى داخل ليبيا وسبق لمصر توجيه ضربات ساحقة للإرهاب فى ليبيا .

الحدود مع السودان مشكله لكن طبيعه الأرض وقيام مصر بنقل جزء من جيشها جنوبا يجعل أيضا اى تجمع مؤثر للإرهابيين هدف ثمين للجيش المصرى ، فاقصى ما يمكن من الجنوب هو دفع عناصر إرهابية لكنها ستكون غير مؤثرة .

إذا تكرار السيناريو السورى ومحاولة إسقاط مصر بهجوم جماعات إرهابية مسلحه تهاجم المدن والقرى المصريه وتتجه إلى القاهرة تصور غير منطقى ولن يحدث .

لم يتبقى للعدو سوى كارت اللاجئين السوريين واللاجئين السودانيين ، نتحدث عن ملايين اللاجئين يتجمعون بإعداد كبيرة فى مناطق محددة فى مصر ليصنعوا أغلبية فى تلك المناطق وهو ما قد يغرى العدو باستخدامهم لصنع أزمات للدوله المصريه ( خناقات كبيرة يصاحبها حملات إعلامية للعدو والخونه وقناة الخنزيرة تطالب العالم لحمايه المدنيين اللاجئين العزل فى مصر وتنطلق منظمات حقوق الإنسان وكلها خاضعه لسيطرة المخابرات الأمريكية والصهيونيه ومعها منظمات حقوق اللاجئين لتطالب بفرض عقوبات على مصر ( وحمايه مناطق تجمع اللاجئين بالقوة ).

أثق أن الدوله ترصد كل ذلك وانها وضعت اكثر من سيناريو للتعامل مع تلك المواقف بما يحمى أمن مصر القومى .

سوريا سقطت لأن شعبها خانها أولا.. خانها عندما ألتزم الصمت وترك الدوله وجيشها وحدهم فى مواجهة الخونه والعملاء فى أحداث الربيع العربى .

خانها شعبها عندما ترك أرضه ورحل عنها وقبل حياه الذل واللجوء بدلا من الصمود والدفاع عن أرضه ووطنه .

وخانها جيشها الذى قبل أن يصبح جيش الحاكم وليس جيش الوطن .

وخانها حاكمها الذى فضل الدفاع عن الكرسى وضحى بالوطن .

اتمنى ان نتعلم الدرس .. الوطن يسقط عندما يخونه شعبه .

اقوى سلاح تتصدى به مصر للمؤامرة هو التفاف الشعب حول الدوله والرئيس السيسى وتلاحم الشعب والجيش والقيادة. 

علينا أن نتصدى لكل الخونه والعملاء الذين يشككون فى الدوله وقيادتها ويسعون لإشعال فتنه بين الشعب وقيادته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!