ابداعات

رسالة إلى رسول الله

رحمة خميس

إلى من أضاء قلب الزمن بنور لا ينطفئ، إلى من جاء بنور رحمة الله، إلى من كان قلبه ملاذًا للمظلومين، وعيناه أملًا للتائهين، وأرشدنا إلى الطريق المستقيم، إليك يا رسول الله، أكتب كلمات قلبي، وإن كانت الكلمات قاصرة عن إيصال حُبًا غزى قلبي.

يا من سرت في طريق شاق مليء بالآلام والهموم، وكنت مبتسمًا، يا من أحسست بحزن البشرية وآلامها، لكنك لم تفقد الأمل، كنت نورًا يبدد ظلمات الدنيا في قلبي.

كيف لي أن أصفك؟ كيف لي أن أتحدث عنك بالكلمات، وأنت الذي لا تكفي الكلمات لتعبر عن عمقك بقلبٍ فان.

كنتُ دائمًا أبحث عن معنى الحياة، عن مكانٍ أضع فيه روحي التي كانت ضائعة بين بريق الدنيا ووهجها، وحينما أخبرتني عن الصبر والإيمان، شعرت أنني وجدت السكينة التي طالما بحثت عنها.

كلما اشتدت بي الهموم، وكلما ظننت أن الطريق مظلم، كنتُ أتذكر كلماتك التي تشرق في قلبي، وتعيدني إلى النور، إلى الله.

يا تمام القمر النوراني، الذي بدد كل ظلمة في قلبي، قلبك الذي حمل حنان العالم أجمع، لم تكن معلمًا أدى الرسالة فقط، بل كنتَ صديقًا، وقائدًا، وأبًا، وقدوة.

علمتنا أن الحب الحقيقي يكمن بالله وباتصافنا بأخلاقك، وأن التواضع هو أعظم القوة، وأن الإنسان ليس بمقدار ما يملك من مال، بل بما في قلبه من محبة ورحمة تجاه الآخرين.

يا من علمنا كيف أن أسمى درجات العظمة تكمن في العطاء، كيف أن الإحسان إلى الآخرين هو أجمل ما يمكن للإنسان أن يفعله.

وكلما نظرتُ إلى العالم حولي، إلى الوجوه التي غزاها الحزن، أشعر بحزني لأنها لم تذق بعد طعم ما حملته رسالتك من راحة وسلام.

كنتُ دائمًا أسمع عنك، وأقرأ عنك، ولكن في لحظة، في حلم، شعرت بك أقرب إليّ من أي وقت مضى.

كان ذلك الهدوء الذي ملأ المكان، وذلك النور الذي غمر قلبي، كأنه رسالة إليّ، تُذكرني دائمًا أن الله معك، وأنك لا تترك أحدًا في ظلامه.

يا مرشدًا للأرواح الضائعة مثل روحي. وها أنا اليوم، أرسل لك رسالة شكر، رسالة امتنان، لأنني أجد نفسي بين يدي الله، لأنك كنت السبب في أن أتعلم كيف أعيش حياتي بالإيمان، بالرحمة، وبالعطاء.

رسالتي إليك هي أنني سأبقى دائمًا على دربك، سأبقى دائمًا في خدمة ما علمتنا إياه من قيم وأخلاق، وسأظل أدعو الله أن يجعلني من الذين يحبونك كما يجب أن يكون الحب.
وأن أعيش بقربك، وأستمتع بالنظر لوجهك المبارك الذي نظرة منه تغفر للعالم بأسره.

سأعيش على دربك جابر للخواطر، وقوي في الشدائد، وحامل لنورك في هذه الدنيا وسط معاركها.

النور الحقيقي ليس الأفق، بل قلب شفيعنا التي تشرفت برسالته المباركة.
لو كان باستطاعتي أن أصفه بكلمة واحدة، لقلت أنه “الحب الضائع”، نورٌ في الأفق.
إنه إحساس يملأ الروح،
الحب الذي يعيد تشكيل أرواحنا التائهة، ويمنحها أملًا لا ينتهي رحمة الله وحبه.

اللهم اجعلنا من أهل شفاعته، واجعلنا من الذين يقتفون أثره ويعيشون على هديه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!