ابداعاتخواطر

” طموح الشياطين “

 

بقلم/ نـدى سُليمان

أحلامنا تحلِّق في سماء اللانهاية من الطموح، وما إن حققنا بعضها رفرفرت في سماءنا أخرى، تلألأت في أعيننا كالنجوم ..

نركض كثيرًا ونُسرِع، نتسابق، مِنَّا مَن تسلَّح بجهدهِ ودُعاءهِ، يسعى بشرف ويختر لنفسه من المعارك أكرمها وأزكاها، ومنَّا مَن يُدنس نفسه ليصل!

تخيّر لنفسه أسهل الطرق ولم يُفرِّق إذا كانت تحفها الملائكة أو تتراقص على جانبيها الشياطين،” قلبٌ أسودٌ مُربادًا كالكوزِ مُجخَّيًا لا يعرف معروفًا ولا يُنكر منكرًا إلا ما أُشرِبَ من هواه ”
وما دامت الطرق ستؤدي به إلى ما يُريد يهرول فيها ولا يُبالي.

وأتسائل ما الذي يدفع إنسانًا أن ينخلع من ثوب إنسانيته ومروئته، ويلطِّخ قلبه مهما كان المقابل مبهرًا ؟

بل ما مُقابل أن تضع رأسك على وسادتك، وقد تبدل قلبك وتبلَّدت مشاعره واتَّسعت مساحات الشر بداخله، تنكَّرت لك نفسك، تبحث عنها فلا تجدها، ولم تعُد تدري مَن هذا الذي أصبحته.

تتجاهل شعورك تجاه نفسك، تغط في نومٍ عميق وعلى وسائد أخرى أعينٌ يبلها الدمعِ وقلوبٌ تسببتَ في كسرها، أنتزعتَ منها حقَّها من السعادة وأطفئتَ فتيل الأمل لديها.

لا يردعك رادع ولا يؤثر فيكَ داعٍ، تنهل من بحور الشهوات وتقتني منها كل ما تصل له يداك، تلهو وتتزود من الدنيا ولا تشبع، تنسىٰ وربَّما تتناسى أنها فانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!