سامية مصطفى عبدالفتاح.
في مدينتي أسير هائمة أسبح في مخيلتي، كانت إحدى ميزاتي أني أمتلك الخيال الخضب ومازلت لكني لم أعد أتركه يعمل جفت بحيراتي حتى آخرها، ما أبشع أن تمتلك الحلم ولا تقدر على تحقيقه، وكنت مدينة الأحلام.
كانت أحلامي بسيطة لكنها من العسير أن تتحقق، كل ما حلمت به كان عاديًا لكنها تستحيل عندي فقط، أرى الجميع يحلقون مع أمانيهم وأنا مُعلقة تدلى أمنياتي وتسقط واحدة تلو الأخرة.
أهو حظ عسر أم لعنة من الإله أصابتني؟ حقًا لم أجد تفسيرًا مُطلقًا لها، كنت أفكر كعادتي كل يوم أثناء عودتي من العمل لماذا لم أستمر؟ هل يأست باكرًا أم هي طاقة المرء التي تفنى من تكرار المحاولات دون جدوى؟
إحدى أمنياتي أن أكون اِمرأة مستقلة.. حُرة كالفرسة الجامحة، أتخرج من الجامعة وأعمل في وظيفة ملائمة تُلبي احتياجاتي وأمارس هوايتي لأصبح كاتبة ناجحة يذيع سيطها بين العالم أجمع، لكن هيهات! يحلم المرء ويبني قصورًا لتنهدم فوق رأسه بالواقع السقم.
أخاف في بعض الأحيان أن أكن الشر للبشر من رؤيتي لهم، أريد أن أفرح.. أبتسم فقط – فالـفرح أمنية كبيرة أخاف ألا تتحقق، فأتمنى قليلها- بسمة تضمد جراحي.
السماء اليوم قاتمة وجافة كفؤادي دون ورقيات اختفى القمر وبُهتت النجوم لكن مازالت تجذب الناظرين، تلك هي القطعة المفقودة من الأحجية أن تستمر حتى وإن أصبحت ديجور فمازال الطريق قائم.