تقرير كتبته: الشيماء أحمد عبد اللاه
في مشهد ثقافي تتصدره الجودة والانتقاء، تواصل دار فُصحى للنشر والتوزيع مسيرتها الأدبية اللافتة في احتضان الأقلام الواعدة والموهوبة، وقد عُرفت الدار بقدرتها على اختيار الأعمال الأدبية بعناية شديدة، لا تعتمد فقط على الجانب اللغوي أو الأسلوبي، بل تنفذ إلى عمق الفكرة وجدارتها بالطرح.
تدعم فُصحى كُتابها منذ اللحظة الأولى، بدءًا من مرحلة التوجيه والتحرير، مرورًا بالتصميم والتسويق، وانتهاءً بإطلاق العمل للقارئ في صورة تليق بجمال الكلمة، هي دار تؤمن بأن الكاتب الجيد مشروع إنساني يستحق أن يُبنى على أرض صلبة من الاحتواء والتطوير.
وتعلن دار فُصحى رسميًا عن صدور رواية “الجانب المظلم من القمر”، أحدث الأعمال الدرامية للكاتب الموهوب شادي الشرقاوي، والتي تُضاف إلى رصيدها من الإصدارات المنتقاة بعناية، الرواية تتجاوز حدود السرد التقليدي لتدخل بنا عوالم النفس البشرية وعلاقاتها الاجتماعية المتشابكة.
تدور أحداث الرواية حول شخصية يحيى، رجل صاحب سلطة ونفوذ، يُبصر النور في موهبة فريدة يمتلكها الطالب هاشم عز الدين، رغم إخفاقه الدراسي. يتبنى يحيى هاشم، لا فقط لإبداعه، بل لإيمانه العميق بقيمه ومبادئه، وتبدأ رحلة صداقة استثنائية بينهما، تتشكل خلالها معالم التغيير والتأثير المتبادل، في إطار من التحديات والضغوط التي تحاصر هاشم من كل جانب.
تتطرق الرواية إلى الكثير من القضايا النفسية والاجتماعية، وتطرح أسئلة جوهرية حول التربية والتعليم، والانحياز للموهبة في مواجهة النمطية، في قالب درامي مشوّق لا يخلو من التحليل العميق، والرسائل القيمة، والمفاجآت التي تقلب الأحداث رأسًا على عقب.
“الجانب المظلم من القمر” ليست مجرد رواية، بل تجربة فكرية وعاطفية تضع القارئ أمام مرآة ذاته، وتدعوه للتأمل في معنى الدعم الحقيقي، وتأثيره في مسار الإنسان.