ابداعات

القصر الطائر

 

  سامح بسيوني

طوى الكتاب صفحاته ورُفعت الأقلام، وانتهت الرواية التي لم تبدأ، وهُدمت القلعة، وتحول اللون الأبيض إلى ليل حالك بالظلام.

 

 وجاءت الخنازير تأكل من قصعتنا ومن خيراتنا،وصرنا كغثاء السيل لا نفع فينا ولا دواء، وأصبح الغراب دليل قوم فلا فلحوا ولا فلح الغراب.

 

وبتنا بلا راية وكُسر الباب وهُزم الحق وطغا الباطل وضاعت الٱمال، وتكالبت علينا الأمم من كل حدب وصوب ندفع لها ما نريد ونحن صاغرون كقطيع من الأغنام.

 

مليارات دُفعت؛ ليتقوي بها الأعداء، وأجساد هنا بُليت من شدة الجوع والحرمان، وحفلات هناك تقام على بذخ بلا حساب، ومريض يتألم فلا يجد ثمن العلاج، وٱخرون ينامون على سندس وإستبرق وغيرهم يعانون مرارة القلق والهلع من شدة النيران.

 

سكنت الدنيا في قلوبنا، وأصبنا الوهن في الحال، وأُعطيت لهم الهدية قصرًا طائرًا في الحال، يتصرفون في أموالهم بلا رقيب أو حساب.

 

تبًا لكم ولٱلهتكم وما تعبدون من الله أحصاه الله ونسوه، ويوم القيامة موعدهم أجمعين، فهو يوم الحق المبين فلا ظلم في هذا اليوم، والميزان عند الله ليس فيه بخس ولا خسران.

 

كنتم سببًا لهزيمتنا ولهواننا أمام الأعداء، ولم تتعظوا من تبوك، فكانت غزوة التمحيص؛ ليميز الله الخبيث من الطيب، فأُخرج الله من بينهم كل منافق رجيم، وعاد ابن سلول خائب الرجا واليقين، وفُضح ومن معه في الذكر الحكيم، ولم يكن لهم في سورة التوبة توبة من الله وكان موعدهم جنهم خالدين فيها ما دامت الأرض والسموات. 

 

فيا أحفاد سلول ومن على شاكلتهم، ستصبح أموالكم حسرة وعذابًا إلى يوم الدين، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!