ابداعات

رحيلٌ صامت

 

 

آلاء شعبان 

 

عندما تختار الرحيل في صمت، تتسحب في هدوء فإنك تشبه هذا الهدوء 

 

فقط الأرواح الهادئه التي تختار الرحيل بلا ضجيج، بلا عتاب، أو حتّى كلمة وداع

 

تغلق الأبواب خلفك برفق دون أن تترك صدى لصوتها في الفضاء، هذه الأصوات هي التي لا تعود أبدََا..

 

هؤلاء -الأرواح- بصمتهم العميق، هدوءهم المخيف، رحيلهم الخفي، يتركون وراءهم أثرََا لا يُمحى، يظل محفورََا في الذاكرة كأن العقل احتفظ به، ورفض إخراجه، والقلب ربطه في إحدى شرايينه.

 

يرحلون، لكن دون وعدٍ باللقاء مجددََا ..

رحيلهم، الذي يبدوا بسيطََا ومتواريََا، غير ملحوظ يحمل في طياته قصصََا من الوداع الأبدي، الوداع الذي يمزق الإنسان إربََا، هي نفسها تلك الوداعات التي تصبح جزءََ من تاريخنا الشخصي مخلفة وراءها أسئلة قد لا تجد إجاباتها أبدََا.

 

تظل تفتش عن إجابة واحدة؛ لكنك لن تجدها أبدََا..

وهذا شعورٌ مرهق وشديد الإنهاك، ويكاد أن يكون مُدمرََا للإنسان، والأصعب أنه بلا تفسير، رحيلٌ صامت بلا كلام أو فهم أو حتّى علاج.

 

مؤسف جدََا أن تبتعد الأرواح على أصغر الأسباب، أو ربما لأسباب أنت تجهلها ولا تعرف اجوبتها، وخاصة إن وجدت ذكريات يعصب على العقل نسيانها والقلب تخطيها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!