ابداعات

تفاصيل صغيرة

 

 

آية عبده أحمد 

  قد جعلتنا الحياة نتوه في طرقاتها مرارًا وتكرارًا، والطريق لإيجاد الوجهة الصحيحة قد يكون طويلًا، أما البوصلة فتتوقف عن العمل في أكثر وقت نحتاجها فيه.

  والإبحار في هذه العواصف يحتاج إلى بحّار مخضرم، شخصٌ يعرف كيف يراوغ بمركبه الصغير؛ ليصل إلى أقصى المحيطات، ويخوض المغامرات في الجزر التي يصادفها في الطريق.

 

الأمر أشبه بسائق قطار يمرّ على الكثير من المحطات، دون أن يجد محطة يرتاح فيها قليلًا، فيظل يحاول مجاراة الأيام التي أصبحت تمضي سريعًا، لكن عيناه تبحث في جميع المحطات عن شيء ينقصه، ولا يجد إجابة.

 

 بين المغامرات التي قد تنتهي بكارثة، ونظام اليوم المُعتاد الذي قد نجده مملًّا، إلا أننا سنفتقده إذا اختل أي تفصيل صغير منه، وهنا تحديدًا يكمن سرّ البوصلة.

 ليس هناك وجهة صحيحة، ستحاول وتنتظر نتيجة محاولاتك، أحيانًا تكتشف أن الطرق التي سلكتها مغلقة في النهاية، حينها إما أن تعود وتبحث عن طرق أخرى، أو تنهار بصمت ويأس دون أن تفعل شيء.

 

 النظام اليومي المُمِل بإمكاننا أن نغير بعض تفاصيله، كأن نذهب إلى البحر لدقائق، أو نمشي في الطرقات، أو تأمُّل السماء في الليل، لطالما كانت التفاصيل الصغيرة سببًا في جعلنا نبتهج، حيث تسرقنا من قاع الأحزان إلى سماء السعادة.

 يمكن لمحاولة إضحاك طفل صغير أن تجعل أجنحتنا تنمو، فنتناسى الواقع والحياة؛ لنُسلّم نفسنا لهذه اللحظات القصيرة التي تغمرنا بالحب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!