ابداعات

..*مازلت أبحث عني*

 

✍️بقلم/ انتصار عمار 

 

مازلت أبحث عني 

 في دفاتر الزمن القديمة

أقلب صفحات الماضي

أقف على حافته

أتنقل بين كل سطر

 وكأني أسمع صوت

الحروف.

 

 

وخلف كل نقطة حبر

جفت في زحام الذكريات 

وأوراق تحمل أنفاس

أحلام لم تكتمل.

 

 

ودموع مازالت 

تغرق في نهر الحياة

وضحكات الصغار 

البريئة 

ونجم سماء يتخفى 

من أعين القدر.

 

 

وفي نسمات الربيع 

ورائحة المطر

حين يهطل على

 جدران الحياة

حين يعانق ذرات التراب.

 

 

وفي عينيّ الشمس 

حين ترحل في الغروب

وكأنى أبحث فيهما

عن دفء الحياة

وعن الأمل المغترب 

في زوايا الحنين.

 

 

وكأنها حين ترحل

يرحل معها كل يوم

جزء من أحلامي 

المترامية في 

بيداء الأماني.

 

 

وفي حديث الليل الذي

لا ينتهي، و ملامح 

امرأة عجوز، أقرأ تاريخ 

ميلادي بين تجاعيد جبينها

تخفي خلف رعشة صوتها 

مئات الحكايات.

 

 

لازلت أبحث عني 

في وريقات الشجر

في ضحكة زهر

في وفاء فارق واندثر.

 

 

وفي طرقات الحياة 

ودروب المستحيل

في حديث أعينٍ

وغناء طير.

 

 

وخلف ظلٍ، يتسلل 

في خفية، يتوارى 

من الريح

يتتبع أثري

لكننا لا نلتقيان

وفي أغاني فيروز

وقصائد نزار

وصوت فريد.

 

 

وفي رسائل المعجبة 

المجهولة

وصوت أوتار الليل 

ونغمات الأنين

حين يرتطم بصخور

البحر.

 

 

 

وفي رصيفٍ خالٍ

 من الأوجاع 

ألقي عليه بجسدي

المنهك من لهيب الحياة.

 

 

 

وبين فصول رواية

تعزف على أوتار القلب

وبين دمعٍ، وابتسامة 

وعقلٍ، وخيال

وبين دقات عقارب 

الساعة.

 

 

وفي بكاء صغيرٍ

دموعه، سهم يخترق

ثنايا قلبي

وضحكات طفلةٍ

تجعل وجه الزمان

 يتهلل فرحًا.

 

 

وفي ضفائر الطفولة

وحقائب المدرسة

وأساطير الروايات 

وفي جدول ماء

تغطس فيه الشمس 

نهار صيفٍ

لتغتسل من غبار

السنين.

 

 

وفي راحلة الزمان

وعربة القطار

وبين ماضي يرويه الدمع

وحاضر يتجرع كأس الصبر

وقادم زاده الترحال.

 

 

وفي حنايا زهر البنفسج

الذي لربما هو

 لون ابتسامتي

وصوت أنفاسي المتعبة

من عناء سفرٍ طويل.

 

 

وفي دواوين الشعر 

ربما أجدني قصيدة 

في إحدى المعلقات

ولحنًا خافتًا 

بين النغمات.

 

 

وفي صفو سماء

يشبه أطواق الياسمين 

ورقة فراشة بين

الحقول، تحلق، وتطير 

وفي بسمة غدٍ، يحمل

معه وعودًا للحالمين.

 

 

وفي موجٍ خالي

من الأوجاع

وزمنٍ أهله

للإخلاص 

عطشى وجياع.

 

 

وفي شتٍاء، لا يحمل

حقائب سفر

ولا يحوي رسائل هجرانِ

 

 

وصيف ينهض

يخشى إيلامي

وجسد بين اليابس

والأخضر، متعب

حاربته يد الأماني.

 

 

مازلت أبحث عني

داخلي، داخل أنفاسي

المكتومة، وحديث الصمت

الذي يسكن الضلوع.

 

 

سندريلا زمن ولى

تحيا دهرًا

لا يُسمح فيه لضوء

الشموع

أن يعبر خلال نافذة

الحياة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!