ابداعاتخواطر

الألم والشجاعة

إيمان عتمان

 

«هذا الألم مفيد لنا بقدر ما نكرهه.»

قالها مارك مانسون، في كتابه “فن اللا مبالاة.”

أشعر من داخلي أن كلماته صحيحة للغاية.

 

أتظنون أنني أبله، أليس كذلك؟ 

ولكن يا أعزائي، لست بأبلهٍ أو مجنون أو حتىٰ فاقد لعقلي _ لم أترك عقلي في المنزل _ أتحدث معكم بكل جدية.

 

الألم يسكن الإنسان ويجاوره في مسيرة حياته، يُصيبه بهواجس الغضب، ولكن في الوقت ذاته.. الألم الذي نكرهه كثيرًا وننفر منه يُعلمنا، يُهذبنا، يجعل مِنّا أشخاصًا أكثر حكمة، وأقوىٰ نفسيًا ثم جسديًا.

 

الألمُ هزيل أمام الأقوياء، وكثرة التعرض للألم تجعل من الضعيف شخص آخر أكثر قوة وصمود، كلما شعرت أنك لست بِخير، وتتألم أثر كلمةٍ أو فعلٍ من شخص أحمق، تذكر أنّ هذا الألم سيقوّي قلبَك ويُنشأ داخلك تحديًا لنفسك، إما أن تنتصر أمام هذا الأحمق أو يُهزمك أشد الهزيمة.

 

المنتصرون أمام الألم هم الأشخاصُ الأكثر شجاعة، وأكثر تعرُض للمصاعب، المواجهة بالنسبة لهم أساس العَيش، لا يخافون بل يتجاوزون؛ فإن خوض أصعب المعارك والفوز بها من شيّمهم.

 

حيث قال مارك مانسون أيضًا:

«الشجاعة ليست عدم الخوف، بل تجاوز الخوف والتصرف رغم وجوده.»

إن لم تتألم لن تتعلم، إن لم تجلس داخل غُرفتك وأنت في عقدك الثلاثين وتبكي كالطفل الصغير صاحب الخمس سنواتِ؛ فأنتَ لم تخوض الحياةِ ولم تتعرض لصِعابها.

 

مكتوبٌ عليك الألم كما هو مكتوبٌ عليك تجاوزه؛ فهو النصف من كل شيء، إن لم تتألم لن تُبدع، وإن أبدعت بدون ألم؛ فإن إبداعك مبتورًا منقوصًا لا متعة فيه، إن لم تذوق مرارته لن تشعر بالسعادة، لذلك أنتَ شجاع وإن كنت متألم، أنتَ قوي وإن أكل الألم جزءًا من قلبك، سينمو لاحقًا بالشجاعة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!