مقالات

ماذا يدور في عقول الرجال؟

✍️إيريني نعيم

هناك شيء اكتشفته من خلال دراستي لهذا الموضوع وهو

– أن عدداً كبيراً من النساء يجهلن طبيعة الرجال.

– وأن الرجال يرتكبون الكثير من السخافات في علاقاتهم من غير أن يتعرضوا للعقاب، لأن النساء لا يفهمن طريقة تفكير الرجال.

تكمن مشكلات معظم النساء في أنهن لا يستطعن الحصول على معاملة بالمثل من الرجال فينتهي بهن الأمر خائبات، محرومات ومستاءات من علاقاتهن الفاشلة.

قد توصلت إليه حقيقة واحدة بسيطة تتعلق بكل رجل ألا وهي أنهم أشخاص بسطاء جداً ويفكروا جميعاً إجمالا بطريقة مماثلة.

1- عقلية الرجل

ليس هناك أصدق من تعبير أن الرجال هم بالفعل أشخاص بسطاء.

وعندما تستوعبين تلك الحقيقة سيستعين عليك أن تفهمي بعض الحقائق الأساسية: إن ما يحرك الرجال هو “من هم” وماذا يعملون. وكم يكسبون هذه الأشياء الثلاثة تشكل الحمض النووي الأساسي للرجولة.

كيف بدأ ذلك؟

فكري بالأمر: من اللحظة التي يولد فيها الصبي يبدأ جميع من حوله بإخبار عما يتعين عليه فعله ليكون رجلاً حقيقياً. فيتعلَّم الصبي أن يكون عنيفاً فيصارع، ويقف ع رجليه دون بكاء، يتعلم الصبي كيف يعمل بكد، فيخرج أكياس البقالة من السيارة، ويرمي القمامة ويجرف الثلج، وحالما ينضج يسعى للحصول على وظيفة. يتعلم الصبي كيف يحمي والدته وأشقائه وشقيقاته الأصغر سناً ويسهر على المنزل وأملاك العائلة، يتعلم الصبي بشكل خاص كيف يعمل على رفع اسم عائلته وتحقيق شيئاً لنفسه ليُشار إليه عندما يدخل إلى غرفة وليعرف الجميع من هو وماذا يفعل وكم يكسب. يتعلم الصبي كل هذه الأمور استعداداً لأمر واحد فقط هو الرجولة.

هذا السعي إلى الرجولة لا يتغير عندما يكبر الصبي وإنما يتعاظم ويزداد أهمية.. لذا إلى أن يتمكن الرجل من تحقيق هذه الأشياء يقتصر دور النساء على سد الثغرات في حياته.

انا لا أقول بأنه قد حققها لكن أقله أن يكون في طريقه إلى ذلك.

يروا الرجال أنهم إذا لم يسعوا إلى تحقيق أحلامهم ولم يسعو إلى “من هم” و “ماذا يعملون “و “كم يكسبون”، فهم محكومون بالفشل والهلاك.

لكن ما إن يحل اللغز ويشعروا بأن أحلامهم بدأت تتجسد على أرض الواقع، تنبعث فيهم الروح من جديد وتنبض بالحياة.

يجب أن تعرفي هذا الأمر حتى تفهمي دوافع الرجل – سبب غيابه عن المنزل، سبب تمضيته الكثير من الوقت في العمل، سبب حرصه على أمواله إلى هذا الحد.

إنه يقوم بذلك لأن هناك رجالاً آخرين في عالمه يحكمون عليه بناء على لقبه وعمله وحجم الأموال التي يجنيها، هذا الأمر يؤثر في مزاجه.

فإذا كنت تعرفين بأنه ليس في الموقع الذي يريد أو ليس على الطريق الصحيح التي ستأخذه إلى حيث يريد تكونين قادرة على فهم سبب تقلبات مزاجه في المنزل، وسيصبح مفهوماً لديك أيضاً. وستوضح لديك أكثر عقليته المضطربة، في الواقع الأمر برمته يا سيدتي.. مرتبط بالأشياء الثلاثة التي تحركه.

فالرجل لا يستطيع الجلوس والتحدث إليك ولا حتى أن يحلم بالزواج منك وإنشاء عائلة إذا كان ذهنه مشغولاً بكيفية جني الأموال وبكيفية الحصول على منصب أفضل وبكيفية الظهور أمامك بالصورة التي يريدك أن ترينها.

ومن المستحيل أن يركز الرجال على الإثنين معاً أنتي وتحقيق هدفه.

2- حب الرجل لا يشبه حب المرأة

لا شيء على هذه الأرض يمكن مقارنته بحب المرأة – فهو حب حنون رحوم، صبور حاضن معطاء عذب وغير مشروط. إنه حب نقي. وإذا كنت رجلها، فهي ستكون مستعدة لأن تفعل المستحيل لأجلك أيضاً مهما كانت طريقتك في التعبير لك حتى تنفد الكلمات منها. إذا كنت رجلها وهي تحبك – وأعني أنها فعلاً تحبك فستجعلك تشع حيوية ونشاطاً عندما تكون هامداً ذابلاً، وستشجعك عندما تكون محبطاً، وستدافع عنك حتى عندما لا تكون متأكدة من أنك على حق هذا هو حب المرأة الذي يصمد أمام اختبار الزمن والمنطق والظروف كلها.

وهذه هي بالظبط الطريقة التي تريد المرأة أن الرجل يبادلها الحب.

حسناً، أنا هنا يا سيدتي لأخبرك بأنه من غير الواقعي أن تترقبي الحصول من الرجل على ذلك النوع من الحب لأن حب الرجل لا يشبه ابداً حب المرأة.

باختصار، أيتها السيدات، عليكن أن تتوقفن عن إغراق الرجال بمفاهيمكن الخاصة للحب، وأن تدركن بأن الرجال يحبون بطريقة مختلفة.

فحب الرجل يقع في ثلاث حالات فقط، أفعال الحب الثلاثة- إعلان الحب وإعالة الحبيب وحمايته.

صحيح أن الرجل قد لا يرافقك إلى المتجر لشراء ثوب جديد ترتدينه في حفلة، لكن الرجل الحقيقي سيصطحبك إلى تلك الحفلة وسيمسك بيدك ويقدمك بفخر إلى جميع الحاضرين على أنك سيدته (يعترف بحبه)؛ هو قد لا يحضنك ويجلس بجانب السرير ويمسك يدك خلال فترة مرضك، لكنه سيحرص على تأمين الدواء الموصوف ويسخن لك الحساء ويجعل الجميع على استعداد لمساعدتك حتى تتحسن صحتك.

وقد لا يقوم طوعاً بتغيير حفاضات ابنه أو ابنته، ويغسل الأطباق لكنه سيفعل المستحيل كي لا يتمكن أحد من إلحاق أي أذى بك.

3-  الأشياء الثلاثة التي يحتاج إليها كل رجل: الدعم، الوفاء والوصال

الرجال مخلوقات في غاية البساطة. فإسعادهم لا يتطلب حقاً الكثير من الجهد في الواقع، هناك ثلاثة أشياء فقط يحتاج إليها كل رجل تقريباً ليكون سعيداً، هي الدعم والحب والوصال”.

أشياء ثلاثة لا أكثر ولا أقل.. وأنا هنا في الحقيقة لأخبركن بأن المسألة هي على هذا القدر من البساطة. فحجاتهم ثابتة وهي نادراً ما تصبح أكثر تطلباً أو تصبح تلبيتها أكثر صعوبة في الواقع.

أنا أرى بأنه من السهل على المرأة أن تمنح رجلها الدعم والحب والوصال لأن ذلك هو جزء من بنيتها البدنية والعقلية فالدعم والحب هما شيئان تقدمهما المرأة بالفطرة قد تعطينه أنت تسمية أخرى مختلفة: رعاية وإذا كنت تحبين رجلاً إلى حد الرعاية، فأنا أعتقد بأنك تحبينه إلى حد الوصال، أنت تملكين الأشياء الثلاثة بالفطرة وهي كل ما يريده الرجل منك دعيني أحلل لك المسألة.

الحاجه الأولى: دعمك

يحبون الرجال أن يشعرون بأن أحداً ما يحمي ظهورهم، وبأنهم ملوك حتى وإن لم يكونون كذلك، يجب أن تفهم المرأة بأن العالم بأسره مستعد لهزمهم حالما يخرجون من المنزل. فقد يعمل الرجل في مكان ويمر بجانب مكتبه موظف يُسلِّمه إنذاراً موجهاً من رئيسه يعلمه فيه بإنهاء خدماته، الأمر الذي يغير حياته بلحظة.

قد يحاول رجل أدنى مرتبة من رجلك البحث عن طريقة لتشويه سمعته كي يحصل على راتب أعلى، بمعنى آخر، رجلك في حالة دائمة من الترقب واليقظة، يتفحص الرجل الذي يمر جواره ويقف مستعداً للدفاع عن مكتسباته ومقتنياته التي تشملك أيضًا.

لذا، عندما يعودون إلى منازلهم، يتركون ورائهم حذرهم.

ويريدون أن يسمعوا فعلاً: “حبيبي كيف كان نهارك؟ شكراً لأنك تتعب من أجلنا. هذه العائلة تحتاج إليك وتريدك إلى جانبها دائماً وهي سعيدة بوجودك. “يجب أن يشعروا وكأنهم ملوك حتى وإن
لم يكن لديهم ما لدى الملوك.

كلما جعلتي رجلك يشعر بأنه مميز أكثر أعطاك بالمقابل أشياء أكثر، وبذل جهداً أكبر. الأمر واضح وبسيط.

الثانية: وفاؤك

وكما ذكرت في البداية أن حب الرجال مختلف كلياً عن حب المرأة. فحب المرأة عاطفي، معطاء، عذب جميل حنون، وحاضن للجميع إنه حب نابع من أعماق القلب عندما تكون المرأة مغرمة بك تكون وفية لك ولا تستطيع أن تتخيل نفسها مع شخص آخر، لأن أحد لا يستطيع أن يحل محلك هنا. هذا هو حب المرأة.

أما بالنسبة للرجال فالحب هو الوفاء. هم يريدون من المرأة أن تظهر لهم حبها من خلال وفائها فتقف إلى جانبهم مهما كلف الأمر. فإذا تركوا العمل يكونوا واثقين من أنها ستبقى معهم حتى وإن لم يبق لديهم أي دخل. وإذا كانت بصحبة صديقاتها، ستقول بحماسة شديدة: “هذا هو رجلي.. أنا مخلصة له.”

هذا الوفاء هو حب الرجال، فالرجال لا يعرفون إلا نوعاً واحداً من الحب. إنه مختلف لكنه يبقى حبا، وحب الرجل قوي جداً.

حب مذهل. وإذا كان وفاؤك حقيقياً وفوق الشبهات فسيفعل الرجل المستحيل لإرضائك ولن يتركك أبداً.

الثالثة: وصالك

التواصل الجسدي: كما ذكرنا من قبل إن الرجل بطبيعته رغبته جنسية مباشرة يحب الاستحواذ علي جسد حبيبته، وفي الغالب يعشق الرجل العلاقة الحميمية ويشعر بتواصل بينه وبين جسد حبيبته، فأن الرجل يعبر عن حبه بالتلامس الجسدي، بخلاف المرأة التي تعبر عن حبها بالكلمات الرقيقة والاهتمام.

وفي النهاية يمكنك أن تدخلي إلى عقل الرجل وتفهميه بشكل أفضل .. هذا كل ما يدور في عقول الرجال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!