مقالات

أولمبياد باريس 2024

✍️ يوحنا عزمي

الأغلبية الساحقة من الزملاء والمعارف والأصدقاء الأجانب سجلوا اعتراضات على حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 رغم أن اغلبهم مش متدين واشياء أخرى بس فاهمين العلمانية صح .. العلمانية مش أنك تسخر   من معتقدات الآخرين او تفرض عليهم نمط مجتمعي معين .. العلمانية مش أنك تحارب اى دين او عقيدة او تفرض اى فكر على اى مجتمع .. دى العلمانية اللى يعرفها الغرب.

إنما العلمانية اللى بيظنها المحدثين فى بلاد الشرق ، مدعي الحداثة اللى ميفرقوش حاجة عن مدعي العلمانية ومدعي المدنية وحتى مدعي المعارضة ، فاكرين ان دور العلمانية انها تحارب الدين وتسخر منه ، دا لأنه أغلبهم جاى من بيئات سلفية ووهابية واخوانية ومحافظة ، نقلوا من المعسكر الديني للمعسكر المدني بنفس التطرف .

الاستعلاء بالدين سابقاً .. الاستعلاء بالتحرر حالياً ..   انتوا مش فاهمين دينكم سابقاً .. انتوا مش فاهمين الحرية حالياً ، عمر اشتهاء الأطفال جنسيا ما هيبقا حرية ولا ان الطفل يحدد جنسه واختياراته الجندارية حرية .. إهانة العقائد مش حرية .. اعتبار أنه “الطبيعي” هو الريمبو والعكس هو اللى استثناء عمره ما هيبقي حرية.

شعوب الغرب نفسها ترفض تلك الأفكار .. بس مدعي الحداثة من اجل ادعاء الوجاهة الفكرية وعشان أصحابه الأجانب اللى بيشيت معاهم يرضوا عنه لازم يختار اسوأ ما فى الغرب ويطبل له ويظن نفسه كدا أنه وصل للعالمية

إحنا لا عندنا معارضة ولا فكر ولا ايدولوجيات إحنا عندنا حزمة أمراض نفسية وعقلية وعصبية وعقد إجتماعية بيحاول اصحابها توظيفها فى إدعاءات فكرية وسياسية مش اكتر .. دا غير اللى عندهم موبقات أخلاقية وجنسية بدورهم بيلاقوا فى المهرجانات دي نفسهم.

اللى حصل فى افتتاح اولمبياد باريس 2024 مش علمانية اصلاً  دا مانفستو الصوابية السياسية ومن قلب باريس ذات الأهمية القصوي لشبكات المصالح الغربية التى تدير العولمة وتضخ افكار الصوابية حول العالم.

دى أجندة الغرب واضحة وصريحة .. دى الإبادة الثقافية وحرب الوعي .. دا الاستعمار الثقافي اللى بيحاول يضرب بلادنا ويخليك تسخر من مصطلحات الخصوصية الثقافية وقيم الأسرة.

دى معركة إنسانية فى المقام الأول .. معركة لازم نحافظ فيها على الكنيسة قبل الجامع .. وعلى الصغير سناً قبل الكبير على كل قيم تربينا عليها وبيحاولوا يقولوا لك كدا بقت دقة قديمة و old fashion والتطور والحداثة إنك تبقي زي حفل افتتاح اولمبياد باريس 2024.

هى معركة كل إنسان حر على وجه الأرض لتحرير الإنسان من همجية الصوابية وغزو العولمة الثقافي.

Related Articles

Back to top button
error: Content is protected !!