مقالات

سلاح يكفي خمس حروب

✍️ يوحنا عزمي 

حول مصر ثلاث حروب مشتعلة في الجنوب حيث السودان وفي الغرب حيث ليبيا وفي الشمال الشرقي حيث غزة ، المتابعون قالوا ان المجلة العالمية ليست دقيقة لانها اغفلت ان مصر تحيط بها خمس حروب  وليس ثلاث فقط ففي منابع النيل حيث اثيوبيا هناك حرب منتظرة مع اثيوبيا بغض النظر عن الطريقة التي سنخوض بها الحرب وفي البحر الأحمر هناك حرب منتظرة حول باب المندب بغض النظر عن الطريقة التي نخوض بها الحرب .

والمعني ان مصر محاصرة بحزام من النيران تقف داخله صامدة . وان هذه النيران اشتعلت بفعل فاعل لا بفعل القضاء والقدر فالوضع في ليبيا لم يكن يمكن ان يصل لهذه الدرجة من الخطر لولا ان هناك من سعي لاسقاط الدولة الليبية في ٢٠١١، ولولا ان قوات حلف الناتو قصفت الشعب الليبي وقتلت حاكمه دون محاكمة ودون سند من شرعية ، والوضع في اليمن شبيه لدرجة كبيرة ، فحتي ٢٠١١ كانت هناك دولة وكان هناك نظام وكان هناك عيوب اقل بكثير من عيوب الوضع الحالي علي كل الاصعدة.

الأمر نفسه ينطبق علي السودان جنوبا حيث ثمن سقوط الدولة أعلي بكثير من ثمن تحمل عيوب بقائها ، في اقصي منابع النيل ايضا كان هناك من مول وخطط وشجع اثيوبيا علي المضي في غيها وعدم التفاهم علي مواصفات فنية لعمليات الملىء ومازال هناك من يشجعها ويعقد معها صفقات السلاح ، أما في غزة فهي قضية ممتدة منذ اربعينات القرن الماضي ..

والطرف الذي يساند إسرائيل فيها ليس بعيداً عن الحروب الأربعة الأخري التي تخوضها مصر ، لكل هذا علاقة اكيدة بالوضع الداخلي في مصر فالصمود وسط طوفان الدمار الذي اجتاح المنطقة منذ ٢٠١١ لم يستدع فقط رؤية نافذة للقوات المسلحة المصرية ولا تدخل لحماية الدولة والشعب مما كان يخطط لمصر ليجعل مصيرها شبيها بمصير الدول المجاورة لها والمحيطة بها.

استدعي الأمر ايضا ان تتسلح مصر استعداداً لما هو قادم وقد أثار هذا موجات من الهجوم احيانا والنقاش احيانا.

الهجوم كان مصدره لجان الإرهاب الذين يسوءهم ان تستعد مصر لمواجهة اعدائها ، والنقاش كان مصدره بعض حسني النية الذين تساءلوا كيف نشتري السلاح وحالتنا الاقتصادية لم تتحسن بعد ، استدعي الأمر ايضا نزول الدولة لميدان الاستثمار لتأمين المال الكافي لشراء السلاح وابدي البعض اندهاشه بعد عقود كاملة كانت الحالة فيها اقرب للهدوء والاعتماد علي رفع كفاءة السلاح القديم وكان بعضه من الذي استخدمه رجالنا في حرب اكتوبر – ١٩٧٣.

لكن الحقيقة ان اعظم ما قامت به مصر كان الإستعداد منذ عشر سنوات للحظة الحالية حيث تخيم أشباح الحرب العالمية علي المنطقة وحيث الجميع ضد الجميع والجميع مع الجميع من اجل اللحظة التي تشتعل فيها الأمور في البحر الأحمر استعدت مصر وأسست الأسطول العسكري الجنوبي للبحر الأحمر.

ومن اجلها اشترت اقوى فرقاطة حربية المانية في العالم ومن اجلها عقدت صفقة طائرات جديدة مع ايطاليا وربما هناك صفقات اخري في الطريق.

الأمر ببساطة أننا نحتاج سلاحا يكفي للانتصار في خمس حروب وما يثير الفخر أننا قادرون علي شراء هذا السلاح فعلا واستخدامه للحفاظ علي مصالحنا وأمننا القومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!