✍️ يوحنا عزمي
تستقبل القاهرة يوم اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان فى لقاء نادر هو الأول بعد أحداث سوريا.
عدم رضاء القاهرة عن الأحداث في المنطقة عامة وسوريا خاصة جعل الأتراك في حالة قلق لأن تركيا هي المحرك الرئيسي لأحداث سوريا والجبهة المسيطرة الآن هم الإخوان المسلمين ويمثلها محمد الجولاني .
وتعتبر تركيا الآن سوريا بمثابة أحد المقاطعات التركية وتتحدث بلسان سوريا وتتحرك بها كما تشاء ورأينا وزير الخارجية التركي وهو يصلي بالمسجد الأموي صلاة النصر لأن من حقق الانتصار علي أرض الواقع هم الأتراك .
أيضا منح الأتراك إسرائيل الفرصة لتدمير الجيش السوري بالكامل بالبر والبحر والجو وأصبحت سوريا من غير جيش بما يضمن لإسرائيل وتركيا أن سوريا ستصبح خاضعة لهم عشرات السنين حتي تعويض ما تم تدميره وبناء جيش جديد إذا لم تقسم سوريا من الأساس ويصبح كل قطاع تابع لدولة .
ومن جهة أخري الإيرانيين يفكرون في كسب ود النظام المصري الرافض لما يحدث علي أرض سوريا للوصول إلي حلول وسطية تجعل لهم نصيب من الكعكة السورية لأن ما يحدث الآن هو بمثابة خروج إيران ” من المولد بلا حمص ” علاوة علي قطع خطوط الإمداد بين إيران وحزب الله في لبنان وكل ذلك يعني فقدان إيران السيطرة علي بلاد الشام مع تخوف من تكرار ذلك في العراق مما يعني القضاء علي التوسعات والطموحات الإيرانية في المنطقة واستبدالها بالطموحات التركية.
كل ذلك يحدث وسط حالة من النوم العربي العميق وخاصة في دول الخليج التي تشهد انقسامات حادة الآن علي من يكون زعيم الخليج ثم زعيم العرب هل هو تميم ام بن سلمان ام بن زايد وسط غضب مصري حاد مما يحدث بالمنطقة عامة لدرجة جعلت الدولة المصرية تفكر في نفسها فقط وهذا تفكير مشروع في الوقت الحالي.
مصر أرسلت إشارات ورسائل عديدة بأن أراضيها وحدودها والدول المجاورة لها خط أحمر فالصمت علي ما حدث في سوريا لا يعني التفكير في تكراراه في ليبيا ، فمصر تعتبر ليبيا والسودان عمق استراتيجي ممنوع الاقتراب أو المساس به وأي محاولة ستقابل بكل حسم مهما كلفنا الأمر .
وعلي جميع الأطراف أن تعي ذلك جيداً والتدخل التركي في الملف الصومالي والاثيوبي يكون بتنسيق وشروط مصرية واهمها أن اثيوبيا لا يحق لها أقامة قواعد بحرية عسكرية مطلة علي البحر الأحمر من خلال الصومال وإذا حدث ذلك سيكون الرد المصري في منتهي العنف والحسم
الجميع يعرف جيداً أن مصر في الوقت الحالي هي الدولة العربية الوحيدة القادرة علي تغيير موازين القوة وأنها دولة محورية قوية تمتلك جيش يعد بمثابة سيف ودرع وذراع طولي تطال كل من تسول له نفسه الأضرار بمصالحها وجميع الأطراف تعمل علي كسب الود وإيصال رسالة طمأنة للقاهرة .
ورغم عدم أهمية القمة الموسعة للدول الثمانى الإسلامية المقامة اليوم بالقاهرة والتي عادة لا يحضرها رؤساء الدول الا أن أردوغان وبزشكيان أكدا علي الحضور لعقد اجتماع ثلاثي علي هامش القمة هو الأهم عالميا في هذه المرحلة من تاريخ الشرق الأوسط بعد أحداث سوريا الأخيرة وخاصة أنها مقامة في مصر الدولة الوحيدة عربيا التي مازال الجميع يصنع لها الف حساب.