سامية مصطفى.
يأتي العيد ومعه المأساة من إزهاقٍ لأرواح لم تكترف خطأ سوى الولادة لعالم قاتل، أحدهم قاتل بالأسلحة والآخر بالصمت اللعين وبئس البارود الصمت.
بدأت قصتنا عندما قررت العُظمى مُهاداة الصهيونية بدولةٍ تحمل في ثناياها عناقيد من الأمل، حينها تلونت كالحرباء بألوانٍ زاهية جذابة.. تبعث الطمأنينة في نفوس الحُكام حتى ذابّ الصهاينة في الأراضي الفلسطينية، ليستيقظوا ذات يوم على كارثة أحلت بالأرض الطاهرة أدت لإبادة العديد من المدن.
مذابح بشرية وأرواحٌ غالية استشهدت – إني والله لأبكي حالهم بكتابتي- تناثر الزمرد على الأراضي ودُنسَ الأقصى وذابت البلد العربية.. تلطخت باليهود؛ ليتحاكى العالم بأنّ طفلًا فلسطينيًا يجري، ويضحك، ويلعب، وفجأة اعترضت طريقه قذيفة قلبت حياة دولة كاملة رأسًا على عقب، آهٍ يا فلسطين.
يا زهرة المدائن لكم اِشتاقت لكِ الأفئدة، لكم حاربتي حتى أُرقت دمائك؛ لكن جيلك الجديد لن يستسلم، سيذيق العدو من كأس المُعاناة.. سيُلقنهم دروسًا في الآلام.. سيُجرهم الآهات، ستعودينَ يا مدينة السلام، أذاقهم الله كؤوس العذاب.
يُحكى أنّ شابًا وجه كالقمر، أيسر ترائبه تكمن باحة فارهة حوّت مُختلف الأديان، جاءته فتاة مطلبها الإواء، فما كان لها منه إلا ما أرادت.. تحولت الفتاة لاِمرأة تُحركها أفعى، فابتلعت الشاب ودنست البيوت.. هاتفة أورشاليم مِلكٌ ليّ، كلما حاول أبناء الشاب الخلاص اِقُتلِعَت أحشائهم.
أما بعد..
لقد كبر الطفل وبقيّ سؤاله، بأيّ ذنبٍ قُتلت!
أتاني ضعيفًا بائسًا يداه فارغتان يُريد إيوائي، قاسمته أرضي وخيراتي، عندما أدرتُ ظهري لاقيتُ عناقيد الغدر.. لم يمهلني بُرهة لتلتقي عينايّ بعيناه، بسطت يداي فلملمتُ طلقاتً دامية لم تترك روح إلا صابتها..
لم يمهلني وقتٍ ربما كان خائفًا؟ ربما الإحسانُ للصهاينة ذنب وهذا عقابه؟ رحم الله شعوبًا عربية حاربت الاستعمار وطردته متخبطًا متزعزعًا، ورحمة الله على شعبٍ لم اِستسلم للقحط الفكريّ.